سهوب بغدادي
«أنا أفكر إذن أنا موجود»... ديكارت. يعد التفكير من أهم المكونات التي تشكل الإنسان وتميزه عن باقي المخلوقات، في الوقت الذي يقع التفكير ضمن أطر عديدة من أبرزها التفكير البديهي أو العام، والتفكير العاطفي أو الوجداني والتفكير المنطقي أو القياسي والتفكير الحسابي والتفكير الإبداعي وغيرها من الأنماط. ومن هذا النطاق نتساءل عمّا إذا كانت الأطر السابق ذكرها مرتبطة بأنواع الذكاء المختلفة، أن عملية التفكير الصحيحة في نطاق ما، هو ما يجعلنا نصنف شخصًا بالذكاء في ذلك التخصص أو النطاق بحد ذاته، أي أن التفكير منوط بالذكاء والعكس صحيح وإن اختلفت الأوجه والمواطن. يعد اكتشاف موطن التفكير الأقرب والأنسب للشخص من أهم العوامل المساعدة في جعله متميزًا أو بعبارة أخرى (عظيمًا)، عندما نقرأ قصص العلماء والمفكرين والشخصيات الخالدة نجد أن كل شخص منهم تميز في ناحية ما، إما لغويًا أو علميًا أو اجتماعيًا وما إلى ذلك. على الرغم من نعت بعضهم في بداية حياتهم بالغباء وأذكر «ألبرت انشتاين» مثالاً على ذلك وقصته الشهيرة. في نطاق متصل، يذكر الكاتب «دانييل كانمان» في كتابه الشهير (التفكير بسرعة وببطء» أن هناك نوعين من التفكير فالأول هو التفكير السريع ويعرف بالعملية التلقائية أو الأوتوماتيكية السريعة مع انعدام الجهد أو قلته، أما الثاني التفكير البطيء الذي يتطلب المجهود والتركيز ضمن خطوات وجدانية معقدة أو متراكبة، بشكل مختصر لما يقارب 450 صفحة تتحدث عن النوعين، يخلص إلى أن النوع الأول من التفكير منوط بالمشاعر والإحساس أي الذكاء العاطفي الحسي أو كل ما يتطلب المشاعر أما الثاني فيفعل خلال القيام بالعمليات الرياضية أو ما شابه من التحليل والمنطق والإستراتيجيات. فأي نوع تمتلك؟ بالنسبة لي أمتلك النوع الأول وبالنسبة للكثير من الرجال سيمتلكون النوع الثاني بطبيعة الحال إلا أن الأمر الأمثل هو الوعي بما لديك وتنمية ما ليس لديك. فلا يوجد نوع أفضل من الآخر باعتبار تطلب المواطن المختلفة أنماط وردود أفعال مختلفة تباعًا. إن مجرد معرفة تفعيل التفكير المناسب في الموقف المناسب يعد ذكاء اسميًا بحد ذاته.
(أنشتاين فعلها... فمن ستكون؟)