خالد الربيعان
لا تنكر - عزيزي - أن الرياضة تحتل جزءًا كبيرًا من الصورة إذا تكلمنا في ظل القرارات الملكية الأخيرة، فمن وجهة نظر - شخصية متواضعة بالطبع - أن وجود وزارة للاستثمار ووزارة للسياحة.. ووزارة الرياضة، ينقل لك فكرة عن ارتباط الثلاثة معاً، ثلاثة على الأقل، فمن الممكن أن تقول - بأريحية - أنه على نفس «الموجة الإنجليزية « صاحبة التجارب وقادة العالم في صناعة الرياضة.
ما حدث تعزيز و»ترسيخ» القدم «الوطنية» في طريق «التحول الوطني» و»تنويع مصادر الدخل» فيما اجتمعنا عليه اصطلاحاً: رؤية 2030، لأن إطلاق «وزارة للرياضة» يعني أن العمل في هذا المجال قد تطور وتشعَّب، وكبر واستلزم تطويرًا و»تمددًا» تقتضيه متطلبات العصر الحالي للرياضة في الفترة الأخيرة بعد التعامل العالمي معها على أنها «اقتصاد».. قائم، مستقل، قوي، متسارع، وكبير لدرجة «الضخم»!
في العالم يبلغ حجم الاستثمار الرياضي 700 مليار دولار، في إنجلترا - فقط - يبلغ 30 ملياراً على الأقل، وأصبح الاستثمار الرياضي «الحكومي» أمراً واقعاً، عندما ترى وزارة الدفاع الروسية تتملك - وتستثمر - في أقدم أندية روسيا «سسكا موسكو»، كذلك التملك الحكومي وإدارة الأندية «استثماراً وتسويقاً» في حالات مثل «زينيت سان بيترسبيرج»الروسي وتشيلسي الإنجليزي وموناكو الفرنسي - عندما ترى 14 نادياً إنجليزياً باستثمار وتملك أجنبي أغلبه وراءه حكومات ودول، التجربة الألمانية والتخصيص الجزئي في أندية مثل بايرن ميونخ ودورتموند.
الاستثمار الصيني في 14 نادياً عبر 7 دول، منظومة السيتي فوتبول الإماراتية حول العالم وكيف قامت بتغيير ملموس في الرياضة الإنجليزية ودوريها الرقم 1 عالمياً، لأن يصبح بثه التلفزيوني فقط يساوي 8 مليارات دولار على الأقل، ومئات الملايين من بند ضرائب الأندية والمحترفين يتم إعادة «ضخها» في مسارات أخرى كرواتب العاملين بالقطاع الحكومي، غير مئات الآلاف من الوظائف المؤقتة وذات الدوام الكامل في القطاع الرياضي وخاصة «البريمرليج».
كل هذا جعل بريطانيا - مثلاً - تدمج حقائب وزارية خاصة بالسياحة والثقافة والترفيه والتراث مع الرياضة، فـ«السائح» يدخل «مباراة الدوري»، يشتري من متجر النادي، يقوم بجولة في «متحف» النادي وهو «تراث رياضي» ثم يأخذ صورة أمام استاد نادي ذي أكثر من 100 عام على بنائه حتى أصبح مبنى تراثيًا سياحيًا ثقافيًا كذلك، في النهاية تجدها دائرة واحدة ذات ارتباطات تحكمها والخيط الذي يجمعها هو «الرياضة».
وزارة الرياضة السعودية، التي أصبحت كذلك بعد مرورها بأربعة مراحل من كيان إلى أكبر إلى رئاسة ثم هيئة، يمكن أن نرى بعض ملامحها المستقبلية في العمل أو إن شئت قل «توجهاتها»، «أجندتها».. التي يمكن أن نجزم بأن «فيها» بنود و»أهداف» تحتوي على عبارات قد تجدها رنانة لكنها عصب الاقتصادات الدولية، وإن لم تكن مقتنعاً بشكل كامل فعليك النظر - مثلاً - لتجارب كبرى رائدة وناجحة كالأمريكية والإنجليزية.
هذه الأهداف أولها وأهمها: «بنية قانونية أشد شراسة»، ميثاق يحترمه الجميع لا يخفى عن الأنظار دائماً حتى وإن رآه البعض سيفاً متربصاً!، حتى لا نرى المخالفات والجدالات والمهاوشات التي ترى بعضها وتعكر مزاجك وتغير تفكيرك واهتمامك بدلاً من قول «الله» على جملة كروية جميلة، أو مهارة «من زمن آخر» من قدم موهبة أودعها الله في أحدهم: إلى اهتمام طوال اليوم بـ«من قال لمن ماذا!»
ثم برامج تتناول هذه «الماذا» وكيف سيرُدّ من أخذها، لتتقمص الجماهير الأسلوب نفسه ولكن على السوشيال ميديا والتويتر حتى تصبح كل مباراة بالدوري أو غيره من متعة وممارسة إلى ظاهرة في «الماذا وتبعاتها من مهاوشات وردود أفعال»، وسط كل هذا لا تسألني -عزيزي- عن مستويات فنية، أو قيمة جمالية، أو مواهب إبداعية، أو أنشطة تسويقية، أو استثمارات أجنبية!
لأجل هذا وغيره وجب أن نمتلك في قرار «ملكي» «تاريخي»: وزارة للرياضة السعودية.. ووزيرًا «قدَّها» -بإذن الله وتوفيقه- وتمنياتنا له بنجاح مبهر.
أهداف!
إلزام كل نادٍ بأكاديمية ناشئين «هدف»، أن يكون لكل نادٍ استاد احترافي بمرافق جيدة «هدف»، «مواكبة» الإعلام الرياضي لجمالية الدوري السعودي وتنافسيته وفنياته وشعبيته التي كبرت ووصلت لقارات أخرى، بل ووصلنا لأكبر فعالية عالمية مثل كأس العالم للأندية!
وأعني «المواكبة» أي ترك الفتن والقلاقل ومحاولة جذب المشاهد بأي ثمن وركوب «الترند»! وخدمة الدوري فعلاً وإثراء المشاهد و»إمتاعه» وتوعيته، أخيراً تخصيص الأندية ولو «جزئيًا» باستثمار من الكيانات التجارية السعودية: يفيد الطرفين، طرح
بعض أسهمها في سوق المال، طرحها للاكتتاب أو اتحاد كيانات معرفة أو رجل أعمال مؤمن بصناعة الرياضة، أو للتملك الأجنبي لجزء بسيط منها يضمن تحول الأندية ماليًا تحول «فارق» ومفيد: هدف «غالي» و»ضروري» كما تقول لنا تجارب الرياضة العالمية.. السنوات الأخيرة.