«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل رئس مجلس إدارة نادي الفروسية وصاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله رئيس الاتحاد السعودي للفروسية وصاحب السمو الأمير سلمان بن فيصل بن سلمان رئيس شركة (عبيه) والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية السيد/ جيري أنزتريلو والأستاذ/ عبدالغني الفضل مدير عام مركز الملك عبدالعزيز للخيول العربية الأصيلة بديراب، فقد تم الكشف عن مجسم تمثال الخيول العربية الأصيلة «طرفه» أحد خيول المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في حي طريف التاريخي بالدرعية، وقد رحب الدكتور بدران الحنيحن مدير التراث والثقافة بهيئة تطوير بوابة الدرعية بالحضور من المدعوين، وقال في كلمة له: يسرني أن أرحب بكم جميعاً في حفل تدشين التحفة طرفة وذلك في جوهرة المملكة مدينة الدرعية.
اهتمت الدولة السعودية منذ تأسيسها بالخيل العربي فعلى ظهورها استطاع أئمة الدولة توحيد معظم أرجاء الجزيرة العربية. وقد تجلى ذلك الاهتمام بأعداد الخيل التي اقتناها أئمة الدولة فقد كان لدى الإمام سعود حوالي 2000 من الخيل. لذلك، تعد الدرعية أرض الخيل العربية الأصيلة ولم تعرف الخيل العربية الأصيلة اهتماماً كبيراً كالذي لاقته من اهتمام الأسرة المالكة أسرة آل سعود. واستمر ذلك الاهتمام حتى عهد مؤسس دولتنا وباني نهضتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الذي وحد أرجاء البلاد وكان يمتلك عدداً كبيراً من الخيل قارب الألف وقد حرص على أن يقتني سلالة خيل آل سعود.
وبين الحنيحن بأن إهداء الخيل العربية لها رمزية عظيمة لدى بعض الدول فقد أهدى الإمام فيصل بن تركي عدداً من الخيول العربية الأصيلة إلى عباس باشا الأول حاكم مصر. كما أهدى الملك عبدالعزيز أعداداً كبيرة من الخيل إلى ملوك وزعماء أوروبا كالفرس الجميلة طرفة التي ندشن التحفة الخاصة بها اليوم والحصان الصقلاوي والفرس كروش التي أهداها للسير كلايتون بعد توقيع معاهدة جدة. كما لا ننسى أن نذكر المهر المهلهل الذي أهدي للثري الأمريكي تشارلز كرين الشهير بـ»صديق العرب» الذي زار المملكة عام 1927م التقى خلالها نائب الملك في الحجاز الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وعام 1931م التي التقى خلالها الملك عبدالعزيز وكانت سبباً من أسباب اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية.
وقال إن الكشف عن هذا المجسم اليوم هو يوم تاريخي يؤكد مدى اهتمام قيادتنا الرشيدة بالخيل العربي الأصيل وذلك بإنشائها لهذا المتحف الذي يؤرخ لتاريخ الخيل العربية ويعرض لأبرز جوانب رعايته والاهتمام به وعلاقة الخيل العربية بالأسرة الحاكمة. ونحن في بوابة الدرعية مستمرون على هذا النهج في الاهتمام بالخيل وعرضها للزائر والاهتمام بتثقيف الزوار عن الخيل العربي الأصيل.
كما لا ننسى أن نتقدم بالشكر الجزيل لمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة في ديراب على تعاونهم الكبير وعلى إهدائهم هذه التحفة الجميلة لمتحف الخيل العربي.
وعقب ذلك تم إزاحة الستار عن هذا المجسم الكبير الذي قام بعمله أحد الفنانيين البريطانيين، وقد التقطت الصور التذكارية حول هذا الخيل الأصيل، ثم بعد ذلك قدم المدير التنفيذي لبوابة الدرعية السيد/ جيري هدايا تذكارية لأصحاب السمو وعدد من المسؤوين عن الخيول.
تصريح سموه
وعقب أن تم إزاحة الستار عن هذا المجسم قال صاحب السمو الملكي الأمير بندر الفيصل رئيس مجلس إدارة نادي الفروسية: «أود أن أشكر القائمين على هذا المتحف والمسؤولين في مركز الملك عبدالعزيز للخيول على هذه المبادرة القيمة التي عرفتنا على هذا الجزء المهم من تاريخنا وحضارتنا وهدايا الملك المؤسس عبدالعزيز لرؤساء وقادة بعض الدول من الخيول العربية الأصيلة وهذا المجسم للفرس «طرفه» التي أهديت آنذاك من قبل الملك عبدالعزيز لجورج السادس بمناسبة حسن استضافته للملك فيصل رحمه الله».
وأكد سموه أهمية الخيل في تاريخنا وحضارتنا وماضينا منذ أن أسست هذه البلاد وهي جزء من المجهود الكبير لتوحيد هذه البلاد ومثل هذه المبادرات لابد من أن نحافظ عليها ونعرف بها للعالم. وقد استطاع الملك عبدالعزيز توحيد هذه البلاد من خلال استخدام الخيول في توحيد المملكة.
وقال سموه في تصريح خاص لـ»الجزيرة»: إنني أدعو المواطنين لزيارة هذا المتحف والتعرف على تاريخ الخيول العربية.. وبين سموه بأن علاقة متحف الخيول في حي الطريف ونادي الفروسية كل أعمال منصبة في الاهتمام بالخيل وتربيتها سواء العربية أو غيرها.
وأوضح سموه بأنه لأول مرة في المملكة فتحت الأبواب لاستضافة أكبر تجمع للخيول العربية والعالم اعتباراً من الجمعة يتزامن مع كأس السعودية ولذلك نحن في كل الاتحادات الخاصة بالفروسية معنيون بهذا الحدث الهام والتي ستكون فيه جوائز كبيرة تم تخصيصها.
وأشار سموه إلى أن مركز الملك عبدالعزيز للخيول له بصمات كبيرة في توثيق تاريخ الخيول في المملكة وهناك مجهودات جبارة لهذا المركز لتعريف الرأي العام عن سلسلة الخيول في المملكة وأثرها في توحيد المملكة.
وبين سموه بأن نادي الفروسية وسباقاته الخيل والجوائز المقدمة للفائزين تحظى باهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في كافة مجالات الفروسية، موضحاً بأن الحدث الكبير الذي سيقام في المملكة خير دليل على هذا الاهتمام وهو كأس السعودية وهو لأول مرة تقام مثل هذه البطولة على أرض المملكة من خلال استقطاب أفضل الخيول في العالم في هذا السباق من مختلف الدول العالمية ودول الخليج من خلال 8 أشواط، وهو حدث استثنائي في مستواه ويضع المملكة وسباقات الخيل ضمن اهتمامات العالم الذي سوف ينطلق يوم الجمعة والسبت على مضمار نادي الفروسية لكي ترون أفضل الخيول في العالم وأهم المدربين والخيالة في هذا الحفل.