انطلاقاً من العلاقات الوثيقة التي تربط المملكة العربية السعودية ودولة الجزائر الممتدة منذ زمن طويل، وتأكيداً على التفاهم المتبادل بين الرياض والجزائر في الملفات كافة في منطقة الشرق الأوسط، تأتي زيارة الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون إلى الرياض بدعوة كريمة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله.
والعلاقات الجزائرية - السعودية لا تحتاج إلى تفسير المحللين للتأكيد على متانتها أو شرح المعلقين لوصفها، ولكن يكفي القول إن دعوة الملك سلمان للرئيس «تبون» تتزامن مع العديد من التحديات والأزمات التي تواجه منطقة المغرب العربي، لا سيما تأزم الأوضاع في ليبيا بإعلان الرئيس رجب طيب أردوغان إرسال قوات تركية إلى ليبيا لدعم الميليشيات المتطرفة هناك، ورفض كل من تونس والمغرب والجزائر لها، وهو ما يتسق جملة وتفصيلاً لموقف المملكة الثابت في رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وضمن أمنها واستقرارها، ورفض دعم وتمويل المنظمات المتطرفة.
وبالتأكيد حرصت قيادة المملكة والجزائر على التنسيق فيما بينهما بما يتوافق مع مصلحة العالم العربي والإسلامي، وخاصة أن الرئيس «عبد المجيد تبون» يُعرف بحنكته السياسية، حيث تقلد العديد من المناصب المهمة، إذ كان رئيساً للوزراء في حكومة 2017 للفترة من 25 مايو 2017، إلى 15 أغسطس 2017 في عهد الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة ووزيرًا للسكن والعمران في حكومات جزائرية عدة ووزيراً للاتصال وتبوأ مناصب مختلفة في الدولة.
وما نعهده بلقاءات القيادة الحكيمة مع كبار رجال الدولة في الجزائر بأن الاجتماعات ينتج عنها نتائج إيجابية وقرارات حاسمة، تصب في المصلحة المشتركة للبلدين وبما يخدم الأمة العربية والإسلامية وما يدرأ عن منطقتنا الخطر، كما تكون فرصة للتشاور حول العلاقات الثنائية والحرص على تنمية هذه العلاقات ورفعها إلى مستويات جديدة.
ووصلت العلاقات قمة التشاور المتبادل في ديسمبر 2018 بإنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين البلدين، برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى، وطبقًا للبيان المشترك الصادر عقب الاجتماع بين الأمير محمد بن سلمان وأويحيى فإن المجلس يهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والطاقة والتعدين والثقافة والتعليم.
وبتدشين هذا المجلس تم وضع لبنة جديدة في صرح العلاقات الشاهق بين الرياض والجزائر، فمرحباً بالرئيس» تبون» في بلاد الحرمين الشريفين لبدء مرحلة جديدة من العلاقات الراسخة والوطيدة إلى آفاق جديدة من التعاون البناء المشترك.
** **
العميد .م /عبدالعزيز منيف بن رازن - ومستشار بمركز الإعلام والدراسات العربية الروسية