د. عبدالرحمن الشلاش
أي حوادث أو وقائع أو مشاكل تجري للأبناء والبنات داخل المنزل تتحمله الأسرة دون جدال. خارج أسوار المنزل تتشارك الأسر مع هيئات ومؤسسات وأجهزة حكومية في تحمل المسئوليات.
ما يجري داخل البيوت للأبناء الصغار والمراهقين أول ما تشير أصابع الاتهام بالتخلي عن المسئولية للآباء والأمهات وهل قاموا بأدوارهم التربوية على خير وجه أم فرطوا بغيابهم وتخليهم وعدم تحملهم للأمانة وصون هؤلاء الأبناء حتى يكبروا ويعقلوا ويفهموا ثم يتحملوا المسئولية كاملة.
أقول هذا الكلام وأنا أسمع وأشاهد وأقرأ من خلال وسائل الإعلام القصص المؤلمة لأطفال وشباب انحرفوا عن جادة الصواب أو سلكوا مسالك خاطئة ناهيكم عن كثير من الحوادث الأخرى التي طواها النسيان بعد أن خلفت الجراح والآلام وعض أصابع الندم على التفريط في وقت لا ينفع فيه الندم.
تفاجأ بسلوكيات خارجة عن الإطار المجتمعي من قلة ذوق وعدم احترام لكبار السن وتحرش وتخريب للمرافق والأماكن العامة وعدم انضباط وغياب عن الدراسة فلا تجد تفسيرا سوى تخلي الأسرة عن دورها الرائد الذي خرج أجيالا رائعة في وقت مضى!
هذه الحوادث تثير علامات الاستغراب من غياب بعض الأسر عن الوعي بدورها وكأن بعض الآباء والأمهات قد فهموا أن دورهم يقتصر فقط على تأمين السكن والأكل والشرب والملابس وعدم الوعي بالدور العظيم في التربية بشموليتها لكل مناحي الحياة بدءا بتربيتهم على طرق التعامل الجيدة واستثمار الأوقات بما هو مفيد وتوجيههم للابتعاد عن كل ما يضرهم. غياب الأسرة عن دورها المفترض في التوجيه والتثقيف والارتفاع بمستوى الوعي فترك الأبناء لساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية مسئولية من؟ وتركهم للخادمة وهم أمانة عظيمة مسئولية من؟ وتركهم دون توجيه!
لماذا لا نتشارك معهم في الاهتمامات حتى لو تطلب الأمر اللعب معهم؟ كذلك لو استدعى الأمر في كثير من المواقف النزول لمستوياتهم وتحفيزهم ومنحهم ما يرغبون دون إسراف أو تدليل زائد قد يكون وبالا عليهم!
يجب أن نعرف في تعاملنا مع أبنائنا أن المتطلبات النفسية والعاطفية أهم بكثير من المتطلبات المادية. أخيراً الحرص الشديد أن لا نتركهم في البيت أو خارجه لوحدهم لفترة طويلة دون سؤال عنهم أو تفقد لنشعرهم على أقل تقدير بأنهم دائما في دائرة اهتمامنا.