حمد بن عبدالله القاضي
الصناعة هي خيار الوطن..
ذلك لوجود مقوِّماتها بخامات عديدة من الخامات بأرضنا.
وقد أدركت الدولة ذلك منذ البداية عندما أنشأت وزارة مستقِلَّة للصناعة واختارت لها د/ غازي القصيبي -رحمه الله- فانطلق بها إلى آفاق واسعة وكان تاجها «سابك» ومئات المصانع المنتجة.
وقد أعطت الدولة الكثير من الدعم والإعفاءات الجمركية، بل والإعانات والقروض لدعم الصناعة الوطنية واستطاع أول وزير للصناعة القصيبي أن يوظِّف كل ذلك بانطلاقة صناعات كبيرة.
وهذه الإمكانيات حفزت وجعلت غازي القصييبي -رحمه الله- لنهضة وتوسع صناعتنا الوطنية يوظف قدراته الإدارية وعدم إيمانه بالبيوقراطية واتخاذه المرونة نهجاً له دون تقيد بحَرفِيَّة الأنظمة.
وكان ثمار ذلك قيام مصانع ضخمة إبان تولِّيه وزارة الصناعة لتكون المصانع روافد اقتصادية مستدامة بالوطن.
أذكر هنا موقفاً يؤكِّد ويبلور مرونة القصيبي التي كانت أحد الأسباب المهمَّة لقيام المصانع فهو عندما يدرك جِدّّية وهدف المستثمرين بالميدان الصناعي فإنَّه يقف معهم ويُحَفِّزَهُم.
يروي لي صاحب مصنع السِجَّاد السعودي الشيخ عمر العبداللطيف قصة إنشاء أكبر مصنع سعودي للسجاد بالوطن الآن.. يروي أنه عندما عزم أن يقيم مصنعاً ينتج سجاداً وطنياً ممتازاً بدلاً من المستورد وبخاصة أن أغلب خامات السجاد موجودة فتقدم لوزارة الصناعة لإنشاء هذا المصنع لكنه واجه عراقيل بيوقراطية كادت تجعله يتراجع عن إنشاء هذا المصنع فرأى قبل قرار التراجع مقابلة الوزير غازي القصيبي قبل أن يغلق ملف هذا المصنع.. يقول: ذهبت إليه ولم أجد أي عقبة بالدخول عليه، ولمَّا جلست إليه وحدثته عن فكرة هذا المصنع والمبلغ الكبير الذي تم رصده له والكميات الكبيرة من السجاد التي سوف ينتجها وعندها أدرك معاليه الجدية والإمكانات الكبيرة لقيام المصنع فتوفرت القناعة عنده بجدوى هذا المصنع فكتب ورقة صغيرة لوكيل الوزارة كتب فيها: «يعطى الترخيص ويُعفى من الشروط» وفعلاً كما يقول الشيخ عمر تم ذلك وخلال وقت وجيز قدَّمنا الأوراق المطلوبة وصدر الترخيص خلال أيام وبدأنا بناء المصنع الذي أصبح يوفِّر السجَّاد للبيوت والمؤسسات والمساجد ويُصَدَّر إلى دول العالم.
تلك قِصًّة لم تُرْوَ مما قدَّمه غازي القصيبي للصناعة رحمه الله لقاء ما خدم دينه ووطنه.
* * *
=2=
هل يشقي الإنسان بالنعيم؟.
سؤال يبدو فلسفياً أو مستغرباً لكن عند تفكيك السؤال تجده أحياناً صحيحاً
الثرى قد يشقي بماله
وصاحب الكرسي بكرسيه
وحتى المرأة الجميلة قد لا تسعد بجمالها
ومن قبل قال المتنبئ:
ذو العقل يشقي بالنعيم بعقله
وأخو الجهالة بالشقاوة يَنعمِ
* * *
=3=
آخر الجداول
بيتان يتدفقان إنسانية للشاعر المهجري إلياس أبوشبكة الذي كان واقفاً عند باب غرفة العمليات بالمستشفى يسمع صياح طفلته والطبيب بستعد لإجراء عملية لها:
رفقا به يا مبضع الجرّاح
أدميتَ قلب الوالد الملتاح
إن زدت إيلاماً فضحتَ توجعي
وجمعتَ بين صياحها وصياحي