فهد بن جليد
الصينيون تغلبوا على الأمريكيين والأوروبيين فيما يتعلق بأخلاقيات منصات التواصل الاجتماعي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي لفهم ماذا يريد الآباء، والمراهقون معاً، من خلال خيط رفيع أمسك به (تطبيقهم) الأهم والأكثر انتشاراً اليوم من بين وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، ليستفيدوا من أي خطأ أو قصور في المنصات التقليدية ويقوموا بمُعالجته، نتائج النصف الأخير من عام 2019م كشفت ذلك فقد حقَّق فيها تطبيق (تيك توك) الصيني تفوقاً كبيراً على أقرانه (فيس بوك، سناب شات) وغيرهما لناحية عدد مرات التحميل التي تجاوزت (المليار والنصف) في أقل من 36 شهراً.
منذ أن قدمت (تشانغ يى مينغ) تطبيقها عام 2016م وهي تحاول أن تظهر كمؤسسة عصرية وأخلاقية في آن واحد، تتحلى بالنزاهة والعدالة والشفافية فيما يخص صناعة مشاهير (تيك توك) باحتساب عدد المشاهدات لناحية اكتمال الفيديو، نوعية المحتوى الفكاهية، التصنيف الأولى من خلال أول 5 فيديوهات يتم تحميلها، إضافة لتحديد سن (13 عاماً) فما فوق للاشتراك في التطبيق، وأخيراً إطلاق نظام المتابعة عن بُعد الذي يمكن الآباء من التحكم في تشغيل الميزات وإيقافها عن حسابات أبنائهم المراهقين، وهي المسألة الأكثر جدلاً حول الرقابة الأسرية والحرية الشخصية ومفهومها بين المستخدمين في الشرق والغرب.
في السعودية وحدها يتحدثون عن وجود 80 مليون حساب على (تيك توك)، يمثلون الـ10 بالمائة المحدَّدة من إجمالي الـ800 مليون حساب حول العالم، قد يكون الرقم مُبالغ فيه، ولكن المؤكد أنَّ التطبيق يلقى رواجاً واسعاً وانتشاراً كبيراً في كل أنحاء العالم، بسبب طريقة عرضه المختلفة، وميزاته الخاصة، ما دعا صُحفاً وقنوات عالمية كبيرة للتواجد على (المنصة الصينية)، تحت شعار نشر المحتوى المسلي والهادف، إلاَّ أنَّ ما يُعرض على (تيك توك) لا يختلف كثيراً، فهو يؤكد سيادة المحتوى الفارغ وغير الجاد، وتدويره بين مُختلف المنصات، وكأنَّ الجمهور واحد مثلما أنَّ المحتوى واحد.
وعلى دروب الخير نلتقي.