د. خيرية السقاف
حين تفرغ زوَّادتك من الرغيف
ويتبخر عن كفك عطر الأليف..
وتطبق رموشك عن الرفيف..
وشيء يستهويك للترحل في زوايا اللحظات التي مرت،
والتفكر في المواقف التي عبرت،
والتأمل في الوجوه التي مرقت،
واستعادة الأصوات، والنبرات، والنظرات، والكلمات،
واستلهام الآثار الباقية، والتماهي مع الآمال البالية،
وتفقُّد ما أفرحك، وما أحزنك، ما زادك، وما أُخذ منك،
ما خذلك، وما قوَّاك، ما رفعك، وما أسقطك، ما أنجاك، وما أرداك،
كيف تواجه هذا الترحل؟..
كيف ستمر بمحطاته؟..
وتتفاعل مع معطياته؟..
أغريب للتو تعرَّفَ نفسه؟
أو أريب لم تخذله هذه التي هي أنت؟..
ساقيةٌ،
دواليبها تدور بك،
كلما شئت التوقف؛ طالبتك بالمسير..
وكلما واجهتها؛ واجهتك بالكثير..
بين رحلة وأخرى القطار في الطريق يأخذك،
ويؤوب بك،
والمحطات انتظار!..
إنك أنت؛ تنتظر نفسك...