الخبر - سلمان الشثري:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، أمس الأول، المنتدى والمعرض الخامس لبرنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء)، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة الشرقية.
ونوَّه سمو الأمير سعود بن نايف بحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد - حفظهما الله- بدعم وتمكين المحتوى المحلي، تحقيقًا لرؤية المملكة 2030، مبينًا سموه أن المملكة زاخرة بالفرص، وقطاع الطاقة واعد، ومستقبله مشرق، في ظل دعم واهتمام القيادة الرشيدة - حفظها الله-، مشيرًا إلى أهمية العمل على التحوّل نحو صناعة التميّز في المحتوى المحلي، وفتح أسواق جديدة له، مع العمل على استقطاب المزيد من الصناعات المحلية، ودعم سلسلة الإمداد في قطاع الطاقة بالصناعات المحلية، مشيدًا بما حققته مبادرة اكتفاء منذ انطلاقتها في عام 2015م، مؤكدًا ضرورة العمل على مواصلة ما حققته المبادرة من مكتسبات، متمنيًا سموه لفريق أرامكو السعودية التوفيق في استمرارية ما حققته الشركة من نجاحات.
ويهدف البرنامج الذي تنظِّمه أرامكو تحت شعار :»اكتفاء- ما بعد التوطين إلى التميّز». لدعم إنشاء سلسلة إمداد عالية الكفاءة، ومجدية التكلفة، وموثوقة لإنتاج سلع وخدمات عالية القيمة تحتاج إليها أرامكو السعودية في أعمالها.
وأكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، خلال كلمته في افتتاح أعمال المنتدى على أن برنامج اكتفاء حقق نجاحات بارزة، منذ أن تم إطلاقه قبل نحو 4 سنوات، وأن هذه النجاحات شكّلت تحولاً في منظومة الأعمال والخدمات المرتبطة بالصناعات والخدمات في قطاع الطاقة، مضيفًا أن الزخم الذي يُحدثه اكتفاء في قطاع الأعمال السعودي له تأثير إيجابي ليس فقط على حجم الاستثمار في المملكة، بل أيضًا على توليد الوظائف للشباب والفتيات السعوديين، وزيادة صادرات المملكة الصناعية، وفي الوقت نفسه، تعزيز موثوقية وكفاءة أعمال الشركة عبر إنشاء سلسلة إمداد عالمية المستوى.
ولفت الناصر إلى أن مستوى المشاركة في المنتدى والمعرض هذا العام تزيد على ضعف المشاركة في المرة الماضية. مهنئًا الشركات الفائزة بجوائز «اكتفاء» لهذا العام، ومعبرًا عن امتنانه لجميع الشركاء الوطنيين والعالميين الذين كانت لهم إسهامات واستثمارات مميّزة لرفع نسبة المحتوى المحلي بأكثر من 20 % مقارنة بمستواه عند انطلاق البرنامج، واصفًا برنامج اكتفاء والمشاريع الارتكازية المرتبطة به، مثل مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) ومجمع الملك سلمان البحري العالمي، بأنها «منصة كبرى للفرص المجزية» داعيًا المستثمرين إلى اغتنامها، حيث تُناقش في المنتدى نحو 170 فرصة استثمارية.
وعلى هامش أعمال المنتدى، وقَّعت أرامكو السعودية 66 مذكرة تفاهم وتعاون إستراتيجي وتجاري تزيد قيمتها عن 21 مليار دولار مع شركاء وجهات محلية ودولية من 11 دولة، وذلك في عدة مجالات صناعية وتجارية غطت مجمل قطاع الطاقة في المملكة. إضافةً إلى ذلك، وقَّعت أرامكو السعودية اتفاقية مشروع مشترك مع شركة بيكر هيوز لتأسيس مشروع مشترك مملوك بالمناصفة للمواد اللا معدنية. ويشكّل المشروع المشترك منصة استثمارية متعددة القطاعات للمواد اللا معدنية تهدف لابتكار مواد مُركَّبة وتطويرها وتصنيعها لاستخدامها في تطبيقات قطاع النفط والغاز وقطاعات أخرى.
وقد حققت أرامكو السعودية معدل 56 % من المحتوى المحلي عبر برنامج «اكتفاء» بنهاية عام 2019م، صعودًا من نسبة 35 % في عام 2015م. ومنذ انطلاقة البرنامج، زاد الإنفاق على البضائع والخدمات من قبل الموردين بمعدل ثلاثة أضعاف، وهو ما يعني الاستفادة من القدرات والإمكانات المطورة محليًا.
وحقق البرنامج، منذ انطلاقته، زيادة بنسبة 50 % في عدد السعوديين الذين جرى توظيفهم من قِبل الموردين للاستفادة من القوة العاملة السعودية المؤهلة، وزيادة بنسبة 30 % في عدد السعوديات اللاتي جرى توظيفهن من قِبل الموردين لتعزيز التنوّع والاندماج، بالإضافة إلى زيادة صادرات الموردين بنسبة 50 % لتلبية الطلب العالمي، بما يعكس تنافسية القاعدة الصناعية السعودية وكفاءتها. كما تمت ترسية 50 اتفاقية شراء إستراتيجية بقيمة 29 مليار دولار، الأمر الذي سيؤدي لتأسيس 21 مصنعًا محليًا وتوسعة 29 مصنعًا آخر.
وجذب برنامج «اكتفاء» 468 استثمارًا من 25 دولة بنفقات رأسمالية بلغت 6.5 مليارات دولار، ما نتج عنه إنشاء 44 مصنعًا، فيما يجري بناء 64 منشأة صناعية أخرى. وتسهم هذه الاستثمارات في بناء سلسلة إمداد سعودية متكاملة وقدرات جديدة في المملكة مثل أول مرفق تغليف بالصفائح، وأول معمل لإنتاج أنابيب اللدائن الحرارية المُعزَّزة، وأول معمل لإعادة تبطين محركات الحفر.