سمر المقرن
منذ أن أعلن ولي العهد السعودي عن رؤية 2030 والمملكة تحولت إلى ما أشبه بخلية النحل، وخرجت مصطلحات تنموية جديدة لتشكل ثقافة طموحة تنظر إلى المستقبل.
من خلال متابعتي أرى مناسبة مهمة تقام اليوم وغداً لمواكبة مستجدات العصر تتضح من خلال فعاليات المؤتمر الوطني السابع للجودة لمناقشة دور الجودة في عصر التحول والتغيير، والذي تنتهي فعالياته غدا 27 فبراير- 2020 بتنظيم من قِبل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، برعاية وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، ويأتي هذا المؤتمر كواحد من أكبر التجمعات الوطنية، حيث يشارك فيه أكثر من 41 من المتخصصين والخبراء في مجال الجودة والتميز من داخل المملكة وخارجها. وبداية أوضح للقارئ غير المتخصص بأن الجودة هي مدى ملائمة المنتج للاستعمال أو مدى تحقيق المنتج لرغبات المستهلك أو مدى مطابقة المنتج للمواصفات الموضوعة.
ويضم المؤتمر عدة محاور هامة منها الجودة والرؤية 2030، وعلاقة الجودة بالتنمية المستدامة، واستعراض البنية التحتية للجودة، والإستراتيجية الوطنية للجودة، ومحور جودة خدمات الحج والعمرة، والقدرات والكفاءات الوطنية في الجودة، وبرامج وجوائز الجودة الوطنية، والجودة وأثرها في المؤشرات التنافسية العالمية. حيث خصص المؤتمر أولى جلساته لعرض التجربة الكورية في الجودة والتميز، والتي تحل كضيف شرف في المؤتمر لأنها واحدة من أفضل النماذج الدولية والتجارب الرائدة في الالتزام بقيم ومعايير الجودة، وكيفية تحقيق التحول الاقتصادي في فترة وجيزة. وقوة هذا المؤتمر لا تقتصر على المحاور فقط، بل إن هناك أسماء قوية وعدد من الشخصيات المحلية والعالمية البارزة في مجال الاقتصاد والجودة، مثل: وزير الحج والعمرة محمد صالح بنتن، ونائب وزير الصناعة والثروة المعدنية أسامة الزامل، وجوزيف ديفو رئيس معهد جوارن للجودة، وغيرهم من المتخصصين في مجال الجودة حيث يستعرض المشاركون أكثر من 26 ورقة عمل عبر 9 جلسات متنوعة وثرية لتقديم أفضل التجارب والممارسات المحلية والعالمية في مجال الجودة. ويقدم المؤتمر عناوين هامة تشمل التحول الرقمي وممكنات الجودة، وتطبيقات المدن الذكية وتأثيرها على جودة الحياة، وتجربة مشروع مدارس الجودة، وتجربة تطبيق نموذج جائزة الملك عبد العزيز للجودة في المستشفيات السعودية للتميز بالأداء في الخدمات الصحية، وغيرها مما يحق رؤية 2030 فيما يتعلق بالجودة.
ومن واقع متابعتي لمؤتمرات الجودة الوطنية التي بدأت عام 1425هـ بالمؤتمر الوطني الأول للجودة بشعار (السعي نحو الإتقان والتميز الواقع والطموح).. أرى أنها باتت رمزاً للتميز وترسيخ العمل بتطبيقات الجودة، ونشر ثقافتها وممارساتها في مختلف القطاعات. وأن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة أصبحت هي المظلة الرسمية لجميع أنشطة مراقبة الجودة وتطبيق معاييرها بالمملكة في القطاعين العام والخاص معاً، مما يؤدي لدعم الاقتصاد الوطني وخدمة المنتج والتاجر والمستهلك على حد سواء، حيث سيشعر المنتج والتاجر بأنهما يقدمان بضاعة جيدة تحقق ربحاً مجزياً يعود بالنفع عليهما وعلى الوطن، وسيحس المواطن العادي أنه في أمان من هذه الناحية حيث سيشتري بضاعة ممتازة بثمن معقول وبمواصفات عالمية وجودة أعلى، وأن هناك أعيناً ساهرة ترعاه في كل المجالات.