د. خيرية السقاف
للفرد الإنسان يكون الطريق وسيلته للوصول إلى وجهته, عمله, مصلحته, سكنه, وحيث حاجته, لذا فهو شريان تفاعله الحيوي مع محتوى وقته, عنه حين يكون يسيراً, واسعاً, منظماً, ذا قوانين, لا مجال فيه لضيق, ولا تعثر, ولا تجاوز, مأهولاً بالإرشاد, مزوّداً بالتعاليم, مقنناً بالسرعة, مراقباً دون التجاوز يكون السبيل لسلوك الفرد الحضاري, ولحرية الاتجاه بوعي, ولبلوغ المرمى حين تكون ما فاته واضحة, واتجاهاته مخططة, وتهيئته قوية تشمل كل ما تتطلبه السلامة, يستوعب السرعات, والازدحام, وطوارئ الطبيعة من غيوم, وأمطار, وأغبرة..
لأهمية الطريق, ولدوره جاء توجيه ولي العهد, رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض بتطوير «محاور الطرق الدائرية, والرئيسة بالمدينة», ولئن كان هذا التوجيه يهدف إلى «الارتقاء بمستوى منظومة النقل فيها عبر تفعيل الربط بين أجزائها», فإنه أيضاً لم يغفل أمر العناية بتهيئتها «لتكون مركزاً, ومحوراً رئيساً في تقديم خدمات النقل المستدام, والخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط», وهو هدف يتزامن تماماً مع وضع العاصمة الرياض في الواقع عاصمة رئيسة في الشرق الأوسط, ما من شأنه أن «يعزِّز دورها القيادي» هذا, ويمكن من بروزها بوصفها مدينة كبرى تتسع باتساع طموحها, وتقوى بحجة دورها القيادي في العالم..
وفي التوجيه رؤية 2030 , الرؤية الملهمة لانطلاقه, وفيه تم تفنيد الطرق الدائرية في العاصمة, وكذلك الرئيسة التي سوف يشملها التطوير..
وبتطوير واقع الطرق في العاصمة الأم, ينبثق دور تطوير سلوك القيادة من قبل الأفراد, والتزامهم بقواعد السير, وتحليهم بأخلاق الطريق, إذ كما للمشاة أخلاق, فإن لقائدي المركبات باختلافها أخلاق, تنبع من الفرد ذاته, وتنتهي إلى قوانين السير وقيادة المركبة النظامية بصرامتها, وتنفيذها..
حين يستوي الفرد مؤهلاً بهذه القيم فإن المشاريع الكبرى التي يحدب على انبثاقها, ويحرص على تنفيذها, وعلى تيسير إجرائها المسؤول وفي مقدمتها تطوير الطرق, فإن الطريق سوف تكون سبيلاً للكثير مما تسعد به البشرية في مدنها, وفي معاشها, وفي مسارها, السلامة, والمشاركة, وبلوغ الهدف بيسر, وانسياب تطمئن به النفوس, وتتحقق به رؤية طموحة, لرجال يسهرون, وتغدو في إثره «الرياض» أنموذجاً لإنسانها.