د. صالح بكر الطيار
دائماً ما أشعر بالاعتزاز الكبير وأنا أرى تلك النجاحات الكبيرة التي يحققها وطني الكبير السعودية العظمى على الأصعدة كافة.. وإذا ما رجعنا لتاريخ السياسة الخارجية السعودية وما قامت به من جهود وإنجازات كبيرة فإننا أمام حقبة فريدة وضعت السعودية في مكانها العالي ومركزها المتقدم بين دول العالم ولا يزال للمجد بقية..
وبحكم إقامتي في باريس وحضوري لمؤتمرات عدة ومتابعتي الدؤوبة لكل ما يتعلق ببلدي وقيادتي وتحركاتها على مستوى الدول لمست وتعايشت مع انعكاسات أنشطة وتحركات وقرارات العمل السياسي الخارجي على اسم الوطن وما حصدته تلك الأعمال والفعال الكبيرة من مزايا نقلت اسم وطننا ليكون في أعلى المراتب ونموذجًا عالميًا يحتذى به في صناعة الفارق.
منذ تولي المغفور له - بإذن الله - الأمير سعود الفيصل عميد وأبرع وزراء الخارجية في العرب ومن أميزهم عالميًا، دفة الوزارة الأهم في الشأن الدولي، شاهدنا البناء الكبير للسياسة في الخارج وما شهدته من منعطفات تاريخية جعلت السعودية في تميز مستمر، وجاء الآخرون ليكملوا المشهد مثل أصحاب المعالي عادل الجبير وإبراهيم العساف وما شهدته الدولة من إضافات واضحة في العمل الدبلوماسي خصوصًا أن بلدي يواجه حروبًا وفتنًا تدار من الخارج وتحديات عظيمة يقف أمامها بقوة الحزم والعزم.
وها هي الخارجية تصافح قياديًا جديدًا منذ أشهر بعد تولى زمام الوزارة الأمير فيصل بن فرحان، ورأينا تلك التصريحات والمؤتمرات التي شارك بها والتي أعطت الأعداء درسًا في وأد حقدهم وصد عدوانهم، وشاهدنا تلك اللقاءات التاريخية التي حضرها الأمير وكان مثالاً للشخص القيادي الحكيم المتمرس على إدارة الملفات الدبلوماسية.
شاهدنا دبلوماسية متميزة وفريدة في إدارة الأزمات واحتواء الخلافات وتلقين الأعداء دروسًا في الإدارة السياسية المحنكة للتحديات، وكان آخرهم إيران الذي وجه إليها العديد من التصريحات وكانت وستبقى حديث الساعة، وتأتي هذه المزايا والقوة الكبرى بتوجيهات من قيادتنا الرشيدة برؤية وبُعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين التي تعطي للعالم مناهج في السياسة الخارجية وفي شتى مجالات القيادة والفكر.
إنها الكفة الرابحة للخارجية السعودية التي أظهرت الكفاءة العالية في التميز السياسي الدولي في المجالات كافة، ووقفت كدرع ضد أي عداء من الخارج في دبلوماسية أثبتت للعالم أن السعودية العظمى تاريخ من السياسة وعقود من الإنجازات.