د. أحمد الفراج
ضد رغبة الديمقراطيين، حلّق المرشح برني ساندرز عالياً في ولاية نيفادا، وتحسّن وضع المرشح جوزيف بايدن، الذي حلّ ثانياً، ولكن القصة هي ساندرز، الثمانيني النشط، والذي تجذب أطروحاته شرائح واسعة من الناخبين، فالناخب يريد مرشحاً مليئاً بالطاقة الإيجابية ليشعره بالحماس، وهذا ما يفعله ساندرز، على عكس بقية المرشحين، ويبدو أن ساندرز يكرر سيناريو الإنتخابات التمهيدية في عام 2016، عندما كاد أن يطيح بهيلاري كلينتون، التي انتظرت حتى اللحظة الأخيرة، ليزفّها الحزب في مواجهة ترمب، وهو الأمر الذي ساهم بفوز ترمب، إذ إن هيلاري تملك كل المواصفات اللازمة، ولكنها لم تكن مقنعة لشرائح مهمة، وقد ذَكَرْت حينها أنه لو كان المرشح الذي واجه ترمب هو برني ساندرز، لربما حدثت مفاجأة أخرى بفوزه، ورغم تحليق ساندرز حتى الآن، إلا أنه يتوجب التذكير بأن الانتخابات في بدايتها، ولن تتضح الصورة كلّيا، إلا بعد يوم الثلاثاء الكبير.
ولأجل أن تكون للديمقراطيين فرصة لمقارعة ترمب، فإنه يتوجب على مرشحيهم عمل الكثير، فهم يقفون ضد ترمب وحسب، وهذا لا يكفي، فساندرز يعتنق أفكاراً يسارية محضة، ولا يمكن له أن يراهن على هزيمة ترمب، ما لم يغيّر مسار حملته نحو الوسط المعتدل، ولا أظنه قادراً على ذلك، كما لا أظن الناخبين سيقتنعون فيما لو فعل ذلك، فهو سياسي مخضرم، قضى معظم حياته السياسية يساريا، ولن يكون قادراً على إقناع الناخبين بخلاف ذلك، أما جوزيف بايدن، فلا يزال غير قادر على التواصل الفعال مع الناخبين، وإن كان يراهن على عامل الوقت، ولا يمكن له أن يوقف قاطرة ساندرز المنطلقة إلا إذا استطاع مجاراته في الحيوية والنشاط والقدرة على التواصل، وهو لم يستطع فعل ذلك بعد هزيمته في ولايتي ايوا ونيوهامشير، ولا أتوقع أنه سيكون قادراً على فعل ذلك مستقبلاً، فهذه هي شخصيته، ونحن الآن بانتظار انتخابات ولاية جنوب كارولينا المهمة، وبعدها انتخابات الثلاثاء الكبير، وهاتان المحطتان سيحددان مصير الفرسان الثلاثة، جوزيف بايدن وبرني ساندرز وبيت بوتيجيج، وسنواصل المتابعة والحديث!