سهوب بغدادي
فيما تستضيف العاصمة الرياض قمة مجموعة العشرين لعام 2020، ضمن الاجتماع الخامس عشر من نوعه، ستتوجه أنظار العالم أجمع إلى المملكة في حين تعرف مجموعة العشرين بالمنتدى العالمي الجامع لقادة ورؤساء من مختلف أرجاء العالم، بغية اقتراح حلول فعالة ذات آثار إيجابي فعالة وفاعلة في مجالات متعددة المسارات والنطاقات من خلال العمل المشترك والتعاون على الصعيد الاقتصادي، بهدف تعزيز التنمية والنمو وصياغة مناهج وآليات جماعية للقضايا البارزة على المشهد العالمي، انطلاقاً من التغييرات والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتحديات المعاصرة، ومن هذا السياق، تسعى المملكة العربية السعودية جاهدة لتفعيل ثقافة العمل متعدد الأطراف وتبادل المنفعة وخلق الفرص ضمن بيئة خلاقة وإبداعية.
فيما تعزز المملكة مبادئ عديدة من أبرزها تمكين الإنسان ويأتي ذلك عبر إتاحة الوصول إلى الفرص للجميع وتعزيز الشمول المالي للجنسين واتخاذ إجراءات ملموسة في نطاق التنمية المستدامة وخلق وجهات سياحية شمولية، كما يعد نطاق الحفاظ على كوكب الأرض أحد أهم العناصر لاغتنام فرص القرن الحالي عبر إيجاد نظم الطاقة النظيفة والمستدامة والتركيز على استغلال وتفعيل جميع مصادرها المختلفة وهذا ما رأيناه -مؤخراً- من استثمار المملكة 110 مليارات دولار في حقل جافورة للغاز. والاهتمام بالتشجير لحماية الأراضي من التدهور وإدارة ترشيد المياه والحد من الهدر الغذائي. يجدر بالذكر أن الاستفادة أيضاً من البنى التحتية ودمجها بالطابع التقني من الوسائل الفاتحة لآفاق جديدة بالتزامن مع رقمنة الاقتصاد تباعا وإيجاد حلول فعالة لمعالجة التحديات الضريبية، ومن نفس النسق، تطوير المدن الرقمية الذكية واستقطاب الشركات التقنية الرائدة في مجال المال والاعمال فضلاً عن مواجهة التحديات الناشئة وضمان المتانة والأمن السيبراني.
كل ما سبق عرضه سيتم نقاشه بشكل أوسع في القمة. إلا أنني أرى أن الشعب والشارع السعودي من أهم الفرص التي تندرج ضمن هذه البنود، باعتبار أن الفرد مرتبط بمجموعة نووية وكل مجموعة مرتبطة بمجموعة وفئة أكبر والتي تحدث الفرق الذي ينعكس إيجاباً تباعاً في حال تمت تهيئتهم الشكل السليم وإتاحة الوقت الكافي لتفهم أهمية مثل هذا الحدث التاريخي، من خلال تفعيل الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة من وإلى الشعب.
إنه بالتأكيد مشروع كبير وعميق يتعدى التخطيط في ليلة أو شهر بل ينتقل من ذلك إلى التداخل والامتزاج بالمناهج التعليمية في التعليم العام والعالي والثقافة السائدة في المجتمع وردود الأفعال. فأبسط مثال على ذلك التزام السعب بقواعد المرور والسلامة وتطبيقها كإعطاء الأولوية للمشاة، فيصدف أن يعبر أحد الزائرين ويرى ما يسره وهكذا. هي تلك التفاصيل الصغيرة التي تشكل الصورة الكبيرة من ثم البصمة والهوية لشعب ما، وأنا على يقين تام بأن هذه القمة لن تكون المحفل العالمي الأخير الذي ستستضيفه المملكة بل هي البداية لحقبة مختلفة تحمل معها تغييرات على جميع الأصعدة المنوطة بالتطور والازدهار -بإذن الله-.