إيمان الدبيَّان
حول الغضا، وعلى جانب الرِّمة، في أعالي نجد، على كفوف مواقع ذكرها الشعراء قبل الإسلام في معلقاتهم كامرئ القيس الذي وصف بعضها بقوله:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها
لما نسجتها من جنوب وشمأل
وزهير بن أبي سلمى الذي ذكر مواضع أخرى:
وَوَرَّكْنَ فِي السُّوبَانِ يَعْلُوْنَ مَتْنَهُ
عَلَيْهِنَّ دَلُّ النَّاعِمِ المُتَنَعِّمِ
بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ
وطرفة بن العبد الذي تغنِّى بأطلال محبوبته خولة قائلاً:
لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
في عُنَيْزَة خاصة، والقصيم عامة، يطيب السّمْرَ والسَّمَر، ويحلو نوادر الثمر، وتُتجاذبُ أحاديث وقعها كشذى العطر بين القراء والكتب، وربما بعض مؤلفيها في عرس أدبي ثقافي في الرابع من مارس لهذا العام من خلال معرض الكتاب في نسخته الثالثة الذي يتميز هذه السنة بالتركيز على التقنية، والمكتبات الرقمية، ويضم عددًا كبيرًا من دور النشر المختلفة مع إقامة العديد من الندوات، والمحاضرات المصاحبة للمعرض.
القصيم التي يُقصد بها أجمة الغضا أي الشجر الكثير الملتف من الغضا وهو ما تتميز به لم تقتصر على ذلك، ولم تكتفِ بجودة سكريتها، ولا بمهرجان عنبها، بل تجاوزت ذلك بالكثير والكثير بداية من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز الذي وصف نفسه بأنه خادم للوطن، وبيّن أكثر من مرة بأن الهدف هو تحقيق نقلة تنموية وعمل حراك في جميع القطاعات الحكومية، حكاية عشق وطنية بين أمير المنطقة، وكل محافظتها الأبية أساسها الإخلاص والعمل بروح التعاون والتفاني بصورة جماعية.
إمارة منطقة القصيم التي تتبنى أكثر من ست وستين مبادرة متنوعة بين لجان للشباب، ورابطة للمتطوعين، ومَنْح دور للمراة وتمكين، وإيجاد فرص عمل للشباب الطامحين، لا يستغرب عليها الاهتمام بالثقافة والمثقفين، ولن يتكاسل أبناؤها المجتهدون، فالبيئة خصبة بهم إنهم أحفاد العقيلات، وأجدادهم العلماء والمشايخ والأدباء والتجار والقضاة؛ لذا أنتظر شخصيًا هذا المهرجان الأدبي الثقافي وأشجع كل من يستطيع بالحضور والاستمتاع بأناقة، ورقي هذا المحفل الفكري.
معارض الكتب التي تشهدها مناطق المملكة من فترة لأخرى هي بصمة حقيقية وفاعلة لوزارة الثقافة التي تعمل على تأصيل وتفعيل المشهد الثقافي المتنوع مضمونًا وشكلاً ومكانًا، ففي كل مدينة فعالية، وفي كل منطقة إنجازات حقيقية، لا حصرية، ولا إلزامية بل هي منافسات وطنية نوعية.