سلطان بن محمد المالك

بدعوة كريمة من صديق عزيز من أهالي محافظة شقراء، قمنا مع مجموعة من الزملاء بزيارة إلى المحافظة وبعض المناطق القريبة منها للتعرّف على جزء من تراثها القديم. صديقنا وفَّر لنا كل شيء بدءاً من نقلنا من الرياض بباص فاخر حتى وصولنا واستقبالنا واصطحابنا بجولة سياحية لمعالم البلد القديمة. استعان صديقنا بأحد أبناء البلد والعارفين بكل ما يحتويه تراث المدينة من معالم وآثارليكون هو مرشدنا السياحي. قمنا بالجولة بداية من قصر السبيعي التاريخي وتفاجأنا بأن المكان غير مؤهل لاستقبال الزوار بسبب ضعف الاهتمام به وحاجته للصيانة والنظافة والترميم. زرنا بعدها بعض منازل العوائل المعروفة مثل الجميح والعيسى ووجدنا أنها مهيأة ومجهزة للاستقبال لأن أصحابها هم من قام بالعناية بها وترميمهاولا يزالون يقومون بذلك.

أثناء جولتنا شاهدنا مجموعة من السياح الأجانب والذين قدموا للزيارة بأنفسهم وبدون أي مرشدين يوجهونهم، قام بعض الزملاء بدور مرشدين لهم خصوصاً في ترجمة بعض المطبوعات واللوحات التعريفية الموضوعة أمام بعض الأماكن. أدينا صلاة الجمعة في جامع شقراء القديم الذي حافظ على طابعه القديم ونظافته، ومن ثم خرجنا لشرب القهوة في مجلس آل مهنا القديم الموجود في الحي القديم، وهذه إحدى العادات القديمة التي كان يقدمها أهل البلد في فتح بيوتهم بعد الصلاة لمن يرغب في الحضور للحديث وشرب القهوة.

استكملنا جولتنا بالذهاب إلى مدينة أشيقر الجميلة وبالخصوص حيها القديم فوجدنا اهتماماً وعناية أكثر، وحسب ما سمعنا أن أهالي المدينة هم من تولى عمليات الترميم والتحديث للمدينة القديمة. شاهدنا متحفاً رائعاً وتراثاً وطنياً نعتز به جميعاً. ووجد شباب من أبناء المنطقة يقومون بأدوار المرشدين السياحيين من جراء أنفسهم.

ما لفت انتباهي بعد هذه الزيارة وزيارات سابقة لي لمناطق أخرى مثل الأحساء وجدة القديمة وبعض المناطق في الجنوب، أننا بحاجة لتفعيل القطاع السياحي ليكون داعماً لجميع المناطق السياحية؛ وذلك من خلال تفعيل دور المرشدين السياحيين ومنح الفرصة للقطاع الخاص ليقوم بجزء من هذه الأعمال وعدم الاكتفاء فقط بما يقدّمه أهالي تلك المحافظات والمناطق من جهود خاصة لدعم سياحة مناطقهم. كما يجب الاهتمام بعمليات الترميم والصيانة لجميع المواقع السياحية التراثية.

لا بد أن يكون لدينا اهتمام بما يُسمى برحلة السائح والتي تبدأ من بداية بحثه عن الذهاب لمنطقة معينة وحتى انتهاء رحلته. انطلقت لدينا التأشيرات السياحية وبدأ السياح يتوافدون على وطننا ليتعرّفوا على التراث والأصالة وبالتالي فمن المهم أن نكون جاهزين لهم بكل ما يجعلهم ينقلون صوراً وتجارب رائعة عن جولاتهم السياحية وتجربتهم السياحية للمملكة.