د.عبدالعزيز العمر
إذا أردت أن تعرف حقيقة وجوهر تعليمنا فلا يكفي إطلاقًا أن تزور وزير التعليم وتستمع إليه، أو تستمع إلى أي من قياداته التعليمية، كما لا يكفي أيضًا لكي تعرف حقيقة وجوهر تعليمنا أن تتحدث إلى أي من المنظرين والأكاديميين التربويين في الجامعة، فكل هؤلاء مجتمعون لن يقدموا لك صورة حقيقية عن طبيعة وواقع تعليمنا، نعم قد يقدم لك هؤلاء جزءًا من حقيقية تعليمنا، ولكن الجزء الأكبر من الصورة قد يكون مشوهًا. حقيقة التعليم ونبضه وحرارته لن تعرفها إلا إذا ذهبت إلى المدرسة، إلى حيث خطوط التماس اليومية، إلى حيث يقف هناك المعلمون في مواجهة مع الطلاب ومع إدارات مدارسهم. عندما يروي لك بعض ممن يثقون بك بعض القصص المحزنة اليومية التي تحدث على أرض المدرسة يصيبك شيء من الدوار في رأسك، وهي قصص قد تقودك إلى أن تستنتج أن التعليم في مدارسنا ليس بالجودة ولا بالصورة الوردية التي تحدثك عنها قيادات تعليمنا، أو يرويها لك بعض المنظرين التربويين الذين انفصلوا عن واقعنا التعليمي. حاشا لله أن أكون بطرحي هذا مقللاً من جهود وزارة التعليم.. لا جدال أن الذي يزور وزارة التعليم يجدها قد تحولت إلى ورشة عمل كبير يكاد يسمع طرقها من يمر بطريق الملك عبدالله، ولكني لسبب لا أعرفه لا أرى أن المدرسة تتحرك اليوم على المسار نفسه الذي تتحرك عليه الوزارة.