د. أحمد الفراج
تستعد ولاية نيفادا لإعلان كلمتها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وما زال مرشحو الحزب يبذلون كل جهد ممكن لرفع رصيدهم من الأصوات، خصوصًا مع دخول البليونير، مايكل بلومبيرغ، إلى حلبة السباق، ولم يتغير شيء يذكر، عدا تحليق المرشح، برني ساندرز، وهو يساري اشتراكي، يحاول جاهدًا أن ينفى عن نفسه هذه التهمة، لأنه يعلم استحالة فوزه وهو يحظى بهذا التصنيف، ويبدو أن ساندرز يعيد سيناريو الانتخابات التمهيدية الماضية، في عام 2016، عندما كاد أن يعرقل مسيرة مرشحة الحزب المفضلة، هيلاري كلينتون، فهو يحلق عاليًا اليوم، ويجذب شرائح واسعة من الديمقراطيين، خصوصًا فئة الشباب، بالرغم من أنه يناهز الثمانين من عمره، وساندرز ديناميكي، لديه القدرة على بث الحماس لدى الناخبين، ولديه قدرة عجيبة على التواصل مع الجمهور، وهذه مميزات لا يستهان بها، فهي التي منحت الرئيس ترمب زخمًا كبيرًا في الانتخابات الماضية.
الإعلام المضاد لترمب يعلم أن تسويق ساندرز صعب، ويعلم أن إمكانية هزيمته لترمب صعبة للغاية، إذ إن ترمب خصم شرس لليسار، الذي يمثله ساندرز، ولذا يحاول هذا الإعلام إعادة الحياة لمرشح الديمقراطيين المفضل، جوزيف بايدن، ولكن يبدو أن هذه المهمة لن يحالفها النجاح المتوقع، ويبدو بايدن ومحاولات الإعلام لرفعه وتسويقه مثل سيارة غارقة في الرمال، دون وجود الأدوات اللازمة لإخراجها لبر الأمان، فهو لا يزال يفتقد للطاقة اللازمة لتحريك الجماهير، كما أنه لا يزال غير قادر على تقديم أجندة واضحة، بل تشعر أحيانًا أن كلماته غير مترابطة، ولا يراودني شك في أن الجهد الذي يبذله الإعلام المضاد لترمب من أجل تحسين صورة بايدن قادر على الدفع بأي مرشح للأمام، مهما كانت قدراته متواضعة، ومع ذلك فإن هذا الجهد لم يصنع فارقًا يذكر مع بايدن، وفي حال لم يستطع بايدن الفوز بولاية نيفادا ومن ثم جنوب كارولينا، فإن الإعلام قد يتبنّى مرشحًا آخر، وهذا هو ما أتوقعه، ما لم تحدث معجزة تقلب الموازين!.