د. صالح بن سعد اللحيدان
1 - يقول العرب يخال: أي يظن.
2 - ويقال خاله: ظنه يظنه.
3 - وتخاله: تظنه.
4 - وإخال بكسر الهمزة: يتوقع.
6 - وخلته: ظننته.
7 - والخيال: كون فسيح.. وطريق طويل.
8 - والخيال: هو التفكير الذاتي المطلق.
9 - والخيال: واسع يؤدي دائماً إلى لا نهاية.
10 - والخيال على هذا يقود صاحبه أبداً إلى فهم خاص وإلى إدراك خاص، بل قد يقوده إلى نظرية أحادية تقوده إلى المرض النفسي فيتحول أخيراً إلى الانفصام. وحالة كهذه (حالة مرضيه عقلية) فهو: يؤمن بأشياء ويعمل أشياء، ويقول أشياء كذلك لكن داخله يعارضها فيجد من خلال ذلك تنافراً قوياً بين الشعور واللاشعور، ولاسيما ثوابت التوحيد وركائز الإيمان. وشبيه بهذا (لتقريب الصورة) مثل الذي يسرق أو يكذب أو يخون بلاده أو يتعامل بالربا فهناك في داخله قلق وهم وغم، لكنه العناد وكسر حاجز العقل ومعاندة السجية.
والسباحة من خلال الخيال تجعل صاحبه يهيم على وجهه كروائي عظيم أو شاعر عظيم أو مفكر عظيم أو عالم عظيم.. إلخ.
وهذا يدعوه دائماً إلى الحرية الخيالية التي من خلالها يتصور أن القراء بل العالم من حوله يعظمونه، ويتصور أنه محط النظر، ولاسيما إذا نال جائزة ما.
الخيال نعاني منها ونعاني منه.
نعاني منها كحالة مرضية لا يدركها صاحبها، ونعاني منه كطريق طويل مبيد ومُهلك، ويجر صاحبه إلى الجلطة أو السرطان أو السكر أو بدايات الزهايمر.
ودراستنا له ولمن يصاب به معضلة ما لم يستجِب صاحبه لنصائحنا وطريقتنا من حيث التحليل النفسي السريري، ومن حيث التحليل الذاتي العميق في الجلسات الخاصة.
لكن دعني (قارئي العزيز) أبيّن لك صفات هذا النوع حتى يتسنى لك التمييز بين الخيال الجانح والخيال الواقعي الجيد المرتبط بالعقل والإرادة النابهة.
فمن هذه الصفات ما يأتي:
1 - يكتب في كل شيء.. يوجِّه.. ينتقد.. يؤيد.
2 - يحمل السخرية في أسلوبه.
3 - لا يهمه التجريح.
4 - يتزلف دائماً.
5 - لا يمكن أن يحاور أو يناقش (وجهاً لوجه).
6 - قد يفتخر بالسفريات واللقاءات.
7 - يعشق الأفلام كثيراً.
8 - وُجد أن كثيراً منهم يسطو.
9 - يتلعثم في كلامه، وقد يسب في كتاباته خاصة السيّارة اليومية أو الأسبوعية.
10 - متقلب المزاج، ويشعر بالخوف المبطن.
11 - وُجد أن بعضهم يستعدي على غيره.
12 - ليس له ولاء حقيقي لأنه ذاتي النزعة، لكنه يتقرب من كل وجه.
13 - وُجد أن كثيرًا منهم عند تقدم العمر ما بين: 80 و91 وما بعدها أنه عمّر، فطال عمره، ويصاب بالهذيان المبكر، كما يعاني من الأسف المبطن.
لم يترجح لي حسب دراساتي النفسية والنظر القضائي الدقيق من عاد إلى (رؤية عقلية ممتازة) أو أنه (تصالح مع نفسه) أو أنه: (ارتبط بالواقع وأخضع الخيال للواقع العقلي السليم).
ولعل هذا يعود بعد دراسة ودراسة إلى روح التعالي اللاشعوري الذي أحس به عندما يزورني أحد من هذا (النوع)، وكنت أتجاوب معه وأتفاعل حتى إذا هدأ واستراح نفسياً كشفت له الحقيقة من خلال كلامه وحركاته، وأحياناً من خلال (كتاباته السيّارة).
وقد نجح هذا خلال دهر من الزمان، وليس هناك أفضل من (مصادقة النفس) (ومكاشفتها) والعيش على السجية بعيداً عن (حب الذات)، ونشدان الاستحسان ليس أفضل من هذا.
وهذا يقود جزماً إلى الراحة كما يقود إلى العافية العقلية والعافية النفسية.
صدقوني هذا هو السبيل.