د. حسن بن فهد الهويمل
عندما أُنشئت (وزارة الثقافة) بعد ممانعة، وتردد، زوحمت الكلمة الجميلة: الممتعة، والنافعة. وشكلت هيئات، تفوق العشر، أملاً من الوزارة أنها أتت على كل متعلقات الثقافة.
مصطلح (الثقافة) نيفت تعريفاته على المئة، ولمّا يتفق المعنيون على مصطلح جامع مانع.
جذر (ث ق ف) ذو أصلين: الوِجادة، والتعديل.
فكل ما يجده الإنسان محسوب على الثقافة.
لا أحسب أنه من اللازم شمول كل مهمات الوزارة لمشمولات الثقافة.
ثم إن هناك مشمولات متنازعًا عليها بحيث تقع تحت مسؤولية وزارة أخرى.
أهم مفردات الثقافة (الفنون): القولية، والعملية، والفنون ترتبط بالمواهب، والمواهب لا يديرها الموظفون، لأنها هوايات، يمارسها الإنسا ن بدافع ذاتي.
ومن ثم يقتصر دور (الوزارة) على الدعم السخي، والمراقبة عن بعد.
ومثل سائر الفنون (الإبداع القولي)، وهو الأهم في سلم المسؤوليات الثقافية.
سمعت عن إنشاء هيئة للأدب، ترعى مختلف فنون القول، من إبداع شعري، وسردي، ونقد، ونشر، وترجمة، وهذه المهمات تشاطر فيها الجامعات، ودور النشر من خلال بعدها التجاري.
هذه الشراكات الأكاديمية، والتجارية، تضع الوزارة أمام خيارات متعددة.
إن هيئة كـ(هيئة الطبخ) مثلاً تجعل القسمة جائرة، والفوارق فلكية.
الوزارة تعتمد على كوادر شابة لمجرد تألقها في الإبداع. والتألق الإبداعي بقدر تميزه يحمل صاحبه على التبتل في محراب الفن.
المبدعون يُدعمون، وتهيأ لهم الأجواء المريحة لاستنزاف طاقاتهم ومواهبهم (الأندية الأدبية) تجربة ناجحة، وكل ما أوده دعمها بالقدر الذي يضمن لها خدمة الكلمة الجميلة البناءة عبر الندوات، والمهرجانات، والمجلات المحكمة، والنشر، والترجمة، والمكتبات، والمعارض: المحلية، والعالمية. وأظنها المكان الطبعي للمبدعين. لقد جاءت (وزارة الثقافة) في وقتها، وهي القادرة بكفاءاتها، وكوادرها على تحقيق طموحات المواطن، وتطلعاته.