أسري إلى المعنى
إذا ما ضاقَ عن ظلّي مدايْ
وإذا تَمَغْربَ مَشْرِقٌ
وأضعْتُ بينهما صُوايْ
أسري على ظهر المجازِ
أشِفُّ
يغشاني سَنايْ
أطوي سُمِيَّ الآفلينَ
وأجتلي ثَمِلاً أنايْ
أسري إليه ...
أجُرُّ تَضْلالي
أفتِّشُ عن هُدايْ
وأُفردِسُ الأوهامَ
والحُلُمَ المُوارَبَ في مُنايْ
حُلُمي بديئةُ غُصّتي
صمتُ المآربِ في عَصايْ
عيني التي طُمستْ
بوادٍ غيرِ ذي ضوءٍ وغايْ
لكَأَنَّهُ حُلُمٌ بلا وطنٍ ...
فعنواني خُطايْ
* * *
يا أيها الحُلُمُ / الضنى
خوفي ترعرعَ في رجايْ
فأنا ببابكَ راجفٌ
ويُطِلُّ من حلقي حشايْ
بيني وبينكَ مَهْمَهٌ
أُهْويَّهٌ تحسو نِدايْ
إني أسيرُ ...
ولا أسيرُ
ينوبُ عن وجهي قَفايْ
أمضي إليكَ القهقرى
لَكَأنّ قربي منتآيْ
* * *
أسري إلى المعنى
وحاشيتي بنفسجةٌ ونايْ
وألوذُ بي ...
أُصغي إلى الولَدِ المصفَّدِ في صِبايْ
وأعودُ مُخْتَشِعاً
كأنّي عدتُ من أحدٍ عدايْ
سبحان مَنْ أسرى ...
ومَنْ نثّ التَّجِلَّةَ في سُرايْ
* * *
شدوي فُوارةُ لوعتي
مِقداحُ قافيتي أسايْ
إني أوسوسُ للحروفِ
بما تنرْجَسَ مِن بَهايْ
وأُقَوْزِحُ الصمتَ ..
الشّجى
بدمي وما ملَكَتْ رؤايْ
سأظلُّ ما بقيَ الهسيسُ ..
ورفَّ طيفٌ في سَمايْ
أهفو إلى ما لا يجيءُ ...
وليس يدركهُ سِوايْ
إنّ الحروفَ معارجي
والشِّعرُ سِكْرَةُ مُنتهايْ
** **
- شعر/ عيد الحجيلي