عرض وتحليل - حمد حميد الرشيدي:
(الشعراء الثلاثة) كتاب صادر عام 2015م بطبعته الثانية, عن (وكالة الوزارة للشؤون الثقافية) بالمملكة العربية السعودية, وهو من جمع وترتيب الأستاذ عبد السلام طاهر الساسي.
ويأتي اصدار هذا الكتاب ضمن «سلسلة الكتاب للجميع» التي تقوم الوكالة بتنفيذها والاشراف عليها ومتابعتها, ورقمه في هذه السلسلة(18).
ويقع هذا الكتاب في حدود90 صفحة من القطع العادي أو المتوسط, تضمنت إلقاء الضوء على السير الشخصية, ونماذج من شعر ثلاثة شعراء سعوديين, يعدون من جيل الرواد في الشعر السعودي, بل ومن المؤسسين للحركة الشعرية في بلادنا, وهم كل من: محمد حسن عواد, وحمزة شحاتة, وأحمد قنديل, رحمهم الله جميعا.
وقد تبنت «الوكالة» من موقعها ومسؤوليتها المنوطة بها مشروع إعادة طباعة الأعمال الأدبية لجيل الرواد, كما يتمثل لنا في مثل هؤلاء الشعراء السالفي الذكر, تقديراً لمكانتهم الشعرية المتميزة, بعد ما رحلوا عن الحياة - رحمهم الله - في محاولة لاستعادة الذاكرة لما قدموه من جهود أدبية وثقافية في عصرهم , كان لها الأثر الواضح في تطور مسيرة «الأدب السعودي» وخاصة الجانب الشعري منه, ومواكبته للتطورات التي يمر بها أدبنا العربي الحديث والمعاصر بوجه عام في البلدان العربية الأخرى.
وحول أهمية هذا الكتاب وفضل شعرائه, ومنزلتهم الشعرية تأتي كلمة الشيخ والشاعر والأديب السعودي المعروف/ محمد سرور الصبان - رحمه الله - في «التصدير» محررة بتاريخ الطبعة الأولى من هذا الكتاب, في (غرة محرم 1368هـ) قائلاً:
«الشعراء الثلاثة الذين نقرأ بعض شعرهم في هذه المجموعة, ليسوا كل الشعراء الممتازين في البلاد ولكنهم - دون شك - من نخبة الشعراء الممتازين فيها.
وأعتقد أن الجامع لم يقصد بهذه الباقة الشعرية اللطيفة إلا أن يقدم لقراء العربية أنموذجا من نتاج شعرائنا , دليلا ناطقا على صلاحية هذا الإنتاج للمساهمة في تكوين الأدب العربي الحديث. ومع أن هذه المجموعة ليست كل نتاج هؤلاء الشعراء الثلاثة, ولا كل جيد شعرهم. وسواء أكانت هذه المجموعة من مختارات الجامع, أو من مختارات الشعراء أنفسهم فإنها مجموعة صالحة للتعبير عن نبوغ شعرائنا الثلاثة وعما في بلادنا من نبوغ أدبي. ولست هنا في معرض النقد, ولكني أريد أن أبعث بهذه تحية خالصة».