د. صالح عبدالله الحمد
في الطريق إلى محافظة العلا، للاشتراك في مهرجان شتاء طنطورة الرياضي، وفي يوم الأربعاء الموافق 5-2-2020م وتحديداً في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، انطلقت من الرياض بصحبة أخوين كريمين فاضلين، ممتطين سيارة أحدهما الفاخرة والمجهزة بكل متطلبات الرحلة عن طريق الرياض القصيم ومن ثم إلى مدينة حائل التي وصلناها - بحمد الله- الساعة الخامسة والنصف قبل المغرب، بعد أن قطعنا (607) كيلومترات، وبعد أن ذلفنا إلى داخل المدينة، التي أبهرتنا فعلاً بتوسعها، وتنظيم شوارعها، وحدائقها، ومبانيها، ونظافتها، وكل شيء في حائل أنيق ويجذبك ويلفت انتباهك فعلاً، وتحس بالطمأنينة، والراحة، وهذا ما حدث فعلاً بالوفاء والتمام، من غير زيادة ولا نقصان، وفي أثناء سيرنا، لفت انتباهنا لوحة للشقق المفروشة، كانت آية في فن المعمار، أوقفنا سيارتنا، وذلفنا إلى داخل المبنى الجميل، والأنيق، الذي وجدنا في مكتب استقباله شاباً سعودياً أنيقاً، وذا أخلاق عالية جداً، عاملنا بلطف مما جعلنا نطمئن ونرتاح ونقرِّر السكن والمبيت في هذه الشقق الجميلة، ذات السعر المعقول جداً، وبعد الاستقرار تناولنا قهوتنا، وارتحنا قليلاً، وأدينا الصلاة بحمد الله، ثم خرجنا للتجوال داخل المدينة على عجل انتهى بنا المطاف للدخول في ذلك المطعم النظيف والأنيق فعلاً، تناولنا به طعام العشاء باكراً، حيث ننوي النوم مبكرين لوجود برنامج صباحي لدينا وكذا مشروع سفر بعد الظهر لتكملة سفرنا كما ذكرت إلى محافظة العلا. رجعنا إلى المبنى الذي نسكن فيه وأوقفنا سيارتنا ومن ثم أخذنا الطريق مشياً بالقرب من المبنى في حديقة نظيفة في حدود الثلاثين دقيقة، عدنا بعدها إلى السكن وتحديداً إلى شقتنا، حيث ذلف كل واحد منا إلى داخل غرفته بعد أن قرَّرنا وتشاورنا للخلود للراحة والنوم، حيث لدينا برنامج صباحي مبكر، ومشروع سفر، وعند أذان صلاة الفجر قمنا بحمد الله وأدينا الصلاة ثم رجعنا لمزاولة النوم قليلاً وفي الثامنة من صباح الخميس تحديداً خرجنا من الشقة للذهاب إلى مكان جميل معروف لدينا مسبقاً لتناول طعام الإفطار فيه..
وبعد ذلك خرجنا وقرَّرنا التجول عاجلاً في مدينة حائل التي هي مقر إمارة المنطقة وعاصمة منطقة حائل إحدى مناطق المملكة الإدارية والتي تقع شمال غرب المملكة وترتيبها السابع من حيث المساحة، والثامنة من حيث السكان، حيث يبلغ عدد السكان ما يزيد على (600) ألف نسمه، وعدد محافظاتها (8) محافظات، حسب ما أعرف أو ربما أكثر وتشتهر بالجبلين الشهيرين أجا وسلمى، غربي وادي الأديرع..
وأهالي حائل عموماً مشهورون بالأخلاق الطيِّبة والتواضع الجم والكرم الكبير، حيث يتحدث الكثير عن الرمز التاريخي للجود والكرم (حاتم الطائي) الذي عاش في حائل ومات ودفن بها.
ومدينة حائل تحديداً حسب ما رأينا تضم العديد من المواقع الأثرية والتراثية التي لم نتمكَّن من زيارتها كلها للأسف لضيق الوقت، لكننا - بحمد الله - زرنا بعضها ومن بينها قلعة (عيرف) التاريخية التي حظيت بالاهتمام والترميم والتنسيق من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، حتى أصبحت معلماً تراثياً بارزاً وسط مدينة حائل تبلغ مساحتها (440) متراً مربعاً، وهي مبنى متوسط الحجم مشيد بالطين واللبن ويمكن الدخول إليها عبر بوابة من جهة سورها الجنوبي إلى فناء خارجي صغير يؤدي إلى مدخل القلعة الرئيسي الذي يقع في الجهة الغربية من القلعة..
ما نطلبه من هيئة السياحة والآثار هو وضع لوحة كبيرة واضحة توضح اسم القلعة ومحتوياتها ومعلومات عنها..
بعد زيارة القلعة زرنا المتحف الشخصي بجانبها الذي يحتوي على عدة أدوات تراثية جميلة، ومتنوِّعة، ومرتبة، ترتيباً أنيقاً، وكلها تحكي تراثنا القديم بأنواعه، حبذا أن تتبنى الهيئة العامة للآثار والسياحة إقامة متحف كبير في كل مدينة ومحافظة يحكي تراثنا ويكون مقراً لزيارة السائحين كما هو معمول به في جميع بلدان العالم، بعد زيارة هذا المتحف ذهبنا إلى مطل حائل الجميل، الذي شاهدنا من خلاله مدينة حائل كلها وهو يحتاج إلى عناية أكبر، بعد ذلك توجهنا إلى سوق برزان الشعبي القديم وتجولنا به ومررنا على قلعته البارزة والمرممة حديثاً، والتقطنا بعض الصور، وحينما شاهدنا التوقيت عرفنا أن الوقت داهمنا فلملمنا أنفسنا وذهبنا إلى الشقة وأخذنا عفشنا وغادرنا مدينة حائل في تمام الساعة الواحدة ظهراً ونحن نحمل انطباعات إيجابية عن هذه المدينة وأهلها بعد ما قرَّرنا الرجوع إليها مرة أخرى ولمدة أطول - إن شاء الله - للتزوّد بالمعلومات الكثيرة عن هذه المنطقة الجميلة من بلادنا الغالية.
في ختام مقالتي المتواضعة ليعذرني القراء عموماً وأهالي مدينة حائل خصوصاً لتواضع المعلومات وفقرها لضيق الوقت..