د. عبدالرحمن الشلاش
هل عيب الإجازة الطويلة بالنسبة للطلاب والتي تزيد على الأربعة الأشهر أنها جاءت في فصل الصيف، حيث الحر الشديد وارتفاع درجات الحرارة القياسي، حيث تلامس الخمسين درجة في معظم مناطق المملكة؟
أم أن العيب في طول الإجازة ذاتها وقضاء أبنائنا لها متقلبين بين السهر الطويل، حيث تحولوا إلى كائنات ليلية والنوم الطويل خلال ساعات النهار هروباً من حرارة الجو الشديدة، والبطالة الصيفية وما تحدثه من قلق للأسر نتيجة اقتراف كثير من المراهقين لكثير من الأخطاء وافتعالهم لكثير من المشكلات في ظل الفراغ القاتل، وعدم وجود بدائل عملية لشغل وقت الفراغ الطويل إلا من برامج قليلة مبعثرة في بعض المدارس والجامعات تستقطب عادة المتميزين وتغض الطرف عن غير المتميزين؟
بطبيعة الحال وفي بلاد حارة لن تكون الإجازة إلا في الصيف، حتى في الدول ذات الأجواء المعتدلة لا تكون الإجازة الطويلة إلا في الصيف، حيث نهاية الدراسة، لكن الإشكالية الأكبر لدينا هنا في السعودية طول مدة الإجازة وإغلاق المدارس وترك الخيارات للأسر لتتدبر شؤون أبنائها وبناتها، ولأن معظم العائلات لا تملك القدرة على إيجاد برامج تلبي احتياجاتهم وتحقق رغباتهم من سفر وتمشيات وخروج يومي وبرامج تعليمية وحفلات ومناسبات إلى آخر القائمة الطويلة فإنها تترك الجميع يتدبرون أمورهم حسب المتاح أمامهم، ولأنهم لا يجدون من المتاح ما يحقق الإشباع لهم فإنهم يلجئون لقضاء الوقت الثقيل على نفوسهم بأي شيء حتى ولو كان فيه إزعاج وتخريب!
لأني أحب طرح الحلول أكثر من الغوص في المشكلة وتفاصيلها فإني سأطرح بعض الحلول على شكل عناوين عريضة ومنها على سبيل المثال.. ترك جميع المدارس مفتوحة خلال فصل الصيف، وتسليمها لمؤسسات تدريبية وترفيهية من القطاع الخاص، ضمن عقود بينها وبين وزارة التعليم، في محاولة لنقل الطلاب من البيئة التعليمية البحتة إلى بيئة تدريب وترفيه وتنمية مهارات حياتية. متطلبات التنفيذ موجودة في المدارس ويمكن إضافة ما تبقى بشكل مؤقت أو دائم مثل مختبرات اللغة والحاسوب وقاعات التدريب والصالات الرياضية والمسابح، وليكن ذلك ضمن العقود التي ستستفيد منها الوزارة لتطوير مرافقها وتحقيق عوائد مالية.
يمكن أيضاً اعتماد فصل دراسي صيفي خاصة في المدارس الثانوية نظام المقررات كي يستفيد الطلاب من أوقاتهم باختصار مدة الدراسة، حيث تستغرق ثلاث سنوات وقد تزيد في حالات الرسوب وغيرها من أفكار أخرى قد أطرحها في مقالات قادمة -بإذن الله-، تهدف للمحافظة على أوقات أبنائنا وبناتنا.