فهد بن جليد
مُعظم أسواق الأغنام في المملكة تحتاج إلى اهتمام أكبر ورقابة أشدُّ من الجهات المعنية بالنظافة والتنظيم، هذه المرافق علاقتها مُباشرة بصحة البيئة والغذاء ومراحل القضاء على التستر وأعمال وأنشطة بعضُ مُخالفي أنظمة سوق العمل، بالأمس زرت أحد الأسواق وتذكرتُ مقالاً سبق أن كتبته قبل 3 سنوات بعنوان (شلوطة) وكأنَّ شيئاً لم يتغير، و(الشلوطة) تعني الشواء السريع أو (قعذَّذَّة) رأس الخروف و(كراعينه)، وعليك تذكر هذا المُصطلح جيداً لأنَّه سيتردد كثيراً على مسامعك في ممرات (مسالخ البلدية)، من عمالة تترزق الله لحسابها الخاص مع مجموعة (المسترزقين) هناك -بطريقة غريبة وعجيبة - بدءا من راعي (حوش الغنم)، مروراً (بالجلاَّب الأجنبي) أو البائع والمُسوِّق، وبعض النساء (المقيمات) اللاتي ينتظرن (اللحم) الذي ستتبرع به لهن، ثم بذلك (الشخص الغريب) الذي يظهر لك فجأة، ليرافقك ويتابع تحركاتك في السوق، ويستمع لحوارك مع (الشريطية)، وربما همس في إذنك قائلاً (الخروف هذا أطيب وسعره أرخص)، وأنت لا تعرف من هو أصلاً.
بعد أن تتم الصفقة وفيما أنت تُخرج النقود من جيبك، سيحمل هذا الصديق الغريب (الخروف) على ظهره في حين غفلة منك، ويجري به مهرولاً وأنت تقلب (عينيك حائراً) بين دفع المبلغ أو اللحاق به، وإن كنت مثلي لا تعرف (أعراف وسلوم) السوق ستجد نفسك تجري خلفه (دون شعور) على طريقة (عدنان وعبسي) في المسلسل الكرتوني الشهير و(يا خروف ما بعدك خروف)، ولكنك سترتاح عندما يقول لك (سأوصله للمسلخ) حتى لا تتسخ سيارتك، وكله بحسابه طبعاً.
سوق الأغنام بكل عيوبه يحمِّيك من حيّل أصحاب (المطاعم والمطابخ)، بشراء (الخروف) من السوق (بنصف السعر)، عندما تزور المكان بكامل أناقتك، فأنت مشروع (فريسة سهلة) من الشريطية الأجانب الذين (سيُشلوِطُنك مثلما شلوَطُونِي) فهذا يسحبك لليمين، وذاك يردك لليسار، وهذا يرفع الخروف من الأرض ويقول لك (شوف جبر) أي كبير، وهناك من يصرخ في أذني وهو يقول (تعدل) ! فأجيبه (الحمد لله ماشي عدل يا أخي)، ليرد (زد شوي وأبيعك)، العشوائية التي تعيشها بعض أسواق ومسالخ الأغنام تحتاج إعادة ضبط، وتدخل سريع، واهتمام أكبر، قبل أن تتفاقم المسألة أكثر من ذلك، لاحظ أنَّنا نتحدث عن الأسواق النظامية وليس عن التجمعات المخالفة لبيع الأغنام، فالقصة أكثر تعجُباً.
وعلى دروب الخير نلتقي.