د. أحمد الفراج
من الواضح أن المرشح الديمقراطي، جوزيف بايدن، لم يتعلّم من صدمة ولايتي إيوا ونيوهامشير، إذ صوتت له الولايتان، كما لو كان وجهاً غير مألوف. هذا، على الرغم من أنه سياسي من عيار ثقيل، أو هكذا يفترض، فقد خدم في مجلس الشيوخ لفترة طويلة، كان خلالها نجماً، خصوصاً أيام مداولات المجلس لاستجواب مرش ح الرئيس جورج بوش الأب للمحكمة العليا، القاضي كليرانس توماس، في بداية تسعينات القرن الماضي، وهذا علاوة على أنه خدم كنائب للرئيس باراك أوباما لمدة ثماني سنوات، ولا شك أن رسالة الناخبين الديمقراطيين لبايدن في إيوا ونيوهامشير كانت واضحة، أي كأن الولايتين قالتا له: «لن نراهن عليك لهزيمة ترمب»، وكان متوقعاً أن يراجع بايدن نفسه، قبل خوض انتخابات ولاية نيفادا، وهي مهمة جداً له، لينهض من كبوتيه السابقتين، وحتى يكون على أتم الاستعداد لانتخابات ولاية جنوب كارولينا المهمة للغاية، بعد انتخابات ولاية نيفادا.
تابعت بايدن بعد السقوط المروِّع له في ولايتي إيوا ونيوهامشير، وبدا لي بايدن كما عهدته، كسولاً يبعث الضجر، ولا يستطيع جذب الجماهير أو الإعلام، فلياقته ضعيفة، وفشل حتى الآن في رسم إستراتيجية واضحة لما يود فعله، فيما لو تم انتخابه رئيساً، وأحياناً تشعر أنه لا يستطيع نطق جملة مفيدة، وعندما أنظر إليه، أتذكّر مقولة ترمب ووصفه له بـ:«جو النائم»، فالناخب يحتاج مرشحاً يستطيع التواصل معه ويشعره بالحماس، كما كان يفعل رونالد ريجان وباراك أوباما، واستنتاجي هو أن بايدن لا يستطيع تغيير طريقته المعتادة، مهما حاول فريقه الانتخابي، ومهما بذلت شركات العلاقات العامة من جهود، ما يعني أنه عصي على التغيير، وهذا مفهوم، إذا ما أخذنا في الاعتبار سنّه المتقدمة، فالمثل الإنجليزي يقول: «لا تستطيع ترويض الحصان الكبير»، وسننتظر كلمة ولاية نيفادا، وبعدها كلمة ولاية جنوب كارولينا، وبعدهما ستتضح حظوظه من عدمها لحد كبير، وسيتواصل الحديث!