عثمان أبوبكر مالي
طاقة إيجابية كبيرة وقوية بثها لاعبو فريق الاتحاد لكرة القدم (النمور) في أوردة وشرايين كل المنتمين للنادي الكبير بنتيجة مباراتهم في بطولة الأندية العربية أمام فريق أولمبيك آسفي (القرش) المغربي في مدينته وعقر داره في أسفي المحيط.
فوز بهدف يتيم كان عنوانه التأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة، أشاع الفرح والسرور وأضاء طريق البهجة والحبور في نفوس أنصار العميد، ولم يكن ذلك للفوز وحده والتأهل بحد ذاته، لأنه فوز ليس فيه بطولة ولا هو بإنجاز وإنما (خطوة) في طريق قد لا يصل ومشوار قد لا يكتمل، لكنها خطوة مهمة قوية ومشوار جميل في توقيت مهم، وقد جاء ذلك ليبدد كثيرًا من الإحباط ويرسم خريطة طريق للاتحاديين وتقول ويقدم لهم رسالة مفادها حان الوقت لتكون الالتفاتة الصادقة والحقيقية مع الفريق من أجل القادم والمستقبل، من أجلهم هم ولإنسهم، تطالبهم بأن يرموا خلف ظهورهم كل شيء، عدا أمر واحد يتفق والشعار المرفوع (لنتكاتف من أجل الاتحاد) وأول المطلوب لذلك دعم الجهاز الفني (الجديد) ودعم رئيس النادي ومجلس إدارته، وقبل ذلك والأهم دعم اللاعبين (كل اللاعبين) وبلا استثناء.
لقد أثبتت الأيام أن أقوى مسمار يدق في استقرار النادي ويمزق استمراره حلال السنوات العشر الماضية ـ على الأقل ـ هو خروج الرؤساء وتغيير الإدارات، وجاء الوقت ليقتنعوا بأن طريق العودة لن يكون إلا من خلال (إغلاق هذا الباب) مع إدارة راغبة تأخذ وقتها وفترتها وتتحمل مسؤوليتها وتعالج أخطاءها وترتق ثقوبها بنفسها وبقناعاتها ونظرتها من غير ضغوط أو وصاية وبدعم كل الاتحاديين، طالما أنها على قدرة وقناعة ورغبة في الاستمرار ومواصلة تحمل المسؤولية، وإذا كان ثمة خروج أو أخطاء أو نقص أو حتى فشل فإن (المشورة) تكمل ما تحتاجه وتغطي ما هو قاصر وتجلب ما هو بعيد أو غائب، المهم أن تكون الأيادي متشابكة والقلوب نظيفة والأجساد متلاصقة كتفا بكتف وعندها سيعود التماسك والتعاضد والعنفوان والقوة، إنها دعوة للجميع (الوقت مناسب) لتجربوا ذلك بحثًا عن السلاح الأول والأقوى في تاريخ الرياضة والأندية السعودية (روح الاتحاد) فاتحدوا من أجل الاتحاد الستم من يقول (الاتحاد قوة)؟!
كلام مشفر
« المطالبة باستمرار إدارة الاتحاد الحالية أرجو ألا يفهم أنها دعوة للتوقف عن النصح وإبداء الملاحظات والمقترحات والاختلاف معها، وحتى الانتقاد بشدة؛ ولكن بالأسلوب التطبيقي عمليًا لشعار (الاختلاف لا يفسد للود قضية) وليس بأسلوب (الفجور في الخصومة).
« أكثر من مرة أخطأت إدارة الاتحاد في بعض أعمالها أو خطواتها أو قراراتها من وجهة نظر الآخرين، لكن والحق يقال سرعان ما تراجع تلك القرارات أو الخطوات وتعدلها، عندما يتأكَّد لها أن الصح في غيرها، ذلك أمر يسجل لها، وفي نفس الوقت يعطيها ثقة في قادم خطواتها وتراكم تجاربها وثقة جماهير العميد بها.
« استقبل لاعبو فريق الاتحاد لكرة القدم مدربهم الجديد السيد فابيو كاريللي (برازيلي) بفوز كبير ومعتبر، في مواجهة صعبة كشفت عن أداء ومستوى وروح بعض اللاعبين، خاصة أولئك الذين كانوا مغيبين عن المشاركة مع المدرب السابق السيد تين كات (هولندي) الذي غادر بعد تجربة قصيرة غير ناجحة.
« اختيار كاريللي من إدارة الاتحاد موفق جدا، فالمدرب الشاب صاحب خلفية ومعرفة ـ وإن كانت قصيرة ـ بالكرة والأندية السعودية والمنطقة وخاصة (الغربية) من خلال إشرافه المسبق الموسم قبل الماضي (2018م) على فريق الوحدة (الفرسان) وكانت فترته على قصرها تعد جيدة في تأسيس الفريق (الصاعد) ذلك الوقت من الدرجة الأولى.
« ولن يكف اختيار المدرب ما لم تهيأ له (بيئة) عمل صحية وتكمل نواقص أفكاره التدريبية، وأرجو أن تأخذ إدارة الاتحاد بالملاحظات (المهمة جدًا) في هذا الشأن التي قدمها لهم الكابتن حاتم خيمي (رئيس الوحدة في فترة عمله بالنادي) لتدعيم عمل المدرب وتسهيل مهمته وزيادة فرص ناجحة.
« أهم نقطة قدمها رئيس الوحدة السابق (على طبق من ذهب) أن المدرب لا يهتم بالأمور الانضباطية خارج الملعب، ويرى أنها (شأن اللاعب و(مهمة إدارية) والمتابع يلمس أن (الانضباط الإداري) في الفريق مفقود أو هو ضعيف، وأن الجهاز الإداري يحتاج إلى اسم أكثر خبرة وعمقًا وكيفية في قوة القرار والتعامل وضبط اللاعبين، حتى لا يحدث (اصطدام) من أي نوع في الفريق، والمطلوب ومن واجب الإدارة أن تفعل ذلك بحثًا عن النجاة والنجاح.