عبدالعزيز السماري
تتشكل الأوطان من فئات متعددة وطبقات ومناطق وأقاليم، ومهما اختلفت في أشكالها وطرق تعبيرها إلا أنها تمثل ذلك النسيج الجميل التي يتطرز به الوطن في أعياده واحتفالاته وأيامه السعيده، وطننا الحبيب يزخر بمختلف ألوان الطيف وبأجمل تشكيلات الطبيعة..
من أجل أن يظل هذا الوطن الجميل مكانًا رحبًا للجميع، لنكون صفًا واحدًا ضد الأوبئة الاجتماعية، كالعنصرية، التي أصبحت منبوذة في مختلف الثقافات العالمية، فقد توصل الإنسان بعد ملايين السنين إلى قناعة مفادها أنهم مخلوقات متساوية في مختلف الأبعاد..
حاربوا الفقر بين أفراد الوطن، فهو بمنزلة الداء الذي ينتقل بالعدوى، وفي انتشاره يخلف الدمار في كل مكان، ولأنه بالفعل يولد في الرجال عيوب، ثم يجعل منهم ضعفاء وعاجزين في وجوه أبناءهم، والأمة القوية والأكثر دخلاً أكثر ثقة بسواعد أبنائها وأكثر تلاحمًا في مختلف أيامها.
عالجوا مشكلة البطالة في مختلف الجبهات، فهي البوابة التي تفتح أبواب الشر في العقول، وحسب ظني لا توجد حالة أكثر سوءًا من أن لا يجد شاب في مقتبل العمر عملاً شريفًا يكون من خلاله مستقبلاً أكثر أمنًا له وللوطن، وما أصعب العيش في حياة لم يختر الإنسان أن يأتي إليها بلا أمل.
الإنسان يحتاج إلى أمرين للسعادة، «الحب والعمل»، كما عبر عنها سيغمويد فرويد، وما يهمنا في هذا الإيجاز هو العمل، فمن طبيعة الإنسان أن يعمل وينتج، ولهذا تأخذ أهمية حلول البطالة أهمية كبرى، فالمتوقف عن العمل هو الأكثر كآبة في المجتمع، والأكثر ميلاً لليأس، ولهذا على المجتمع بمختلف قطاعاته مسؤولية كبرى لإيجاد فرص العمل للمواطنين في مختلف المجالات.
انشروا التعليم في مختلف طبقات المجتمع، فمن خلاله تكبر الحلول، ويصل الإنسان إلى رجاحة العقل، وإلى إنتاج الأفكار التي تساعده للخروج من مأزق الانعزال واليأس، والمجتمعات الأكثر تعليمًا أكثر ميلاً للسلام وللعمل وللإنجاز.
أوجدوا الحلول لكبار السن، فقد كانوا يومًا ما عمود الوطن، وإذا لم نحسن إليهم، فقد أسأنا للوطن، فهم في أمس الحاجة إلى الرعاية الاجتماعية، وإلى تعزيز حالتهم النفسية من خلال توفير الوسائل التي توفر لهم الراحة والصحة والحاجة فيما تبقى لهم من عمر.
رفقًا بالقوارير، هم شقائق الرجال، ويستحقون منا الدعم في هذه المرحلة من التغيير، بعدما أصبحوا شركاء حقيقيين في الوطن، ويسهمون بفعالية في رفاهيته، وذلك من أجل أن يبقوا أقوياء للقيام بأدوارهم في المجتمع، ولا ننسى فلذات الأكباد فهم مستقبل الوطن، ورجال الغد..
وأخيرًا تراص الصفوف جميعًا تحت راية الوطن، وحافظوا عليها، فقد كان وما زال وسيظل البيت الأمن في منطقة تهب عليها الرياح والعواصف من كل اتجاه، فهل ندرك أهمية الوطن..