سمر المقرن
فكرة اغتنام الفرص قد لا يجيدها الجميع، ولا يُحسن التقاطها أي شخص، إلا أنها عندما تكون منهجاً سياسياً يبدأ من أعلى قمة هرم الدولة، فإن لهذا انعكاس كبير على تطور المفاهيم الفكرية للمجتمع ورفع عجلة التنمية، بهذا تكون فكرة اغتنام الفرص منهج حياة للإنسان السعودي. هذا ما وجدته بعد حضوري الملتقى الإعلامي الأول الخاص برئاسة المملكة هذا العام لمجموعة دول العشرين، لا أخفيكم كنت أتوقع أن هذا الحدث اقتصادي «بحت» لكنني بعد حضوري إلى الملتقى يوم الأحد الفائت بدعوة كريمة من معالي وزير الإعلام تركي الشبانة، تغيَّرت لدي رؤية وجود المملكة في هذا الحدث العالمي المهم، الذي يتم التركيز فيه من خلال رئاسة المملكة للمجموعة على فكرة اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع.
المحاور التي يطرحها برنامج العمل لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين، كما شرحها لنا في الملتقى الإعلامي كل من معالي الدكتور فهد المبارك، ومعالي الدكتور فهد التونسي، تركِّز على تمكين الإنسان وخصوصاً المرأة والطفل، والحفاظ على كوكب الأرض، وتشكيل آفاق جديدة من خلال تبني إستراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتطور التكنولوجي. هذه المحاور الثلاثة تأتي بمثابة خارطة طريق للفكرة الأساسية وهي اغتنام الفرص، وتحث الإنسان السعودي على تغيير البنية التحتية للأفكار الرتيبة التي لم يعد لها مكان اليوم في السعودية الجديدة، التي تبني وتزيل كل معول للهدم بأي شكل كان!
كل محور من المحاور الثلاثة يحتاج إلى كثير من الشرح والإسهاب، لكننا في المجمل لسنا في هذا الوارد من خلال أطر يمكن اختصارها بجملة «اغتنام الفرص»، هذا المفهوم الذي ينظر إلى الأمام بنظرة بعيدة المدى، وهي تعبِّر عن موقف سياسي يشمل كل أدوات البناء للإنسان بكل الوسائل المتاحة لاستبصار الحاضر والمستقبل.
وعندما أتأمل مفهوم اغتنام الفرص، لا بد أن يظهر أمامي عرّاب هذا المصطلح وهو الألماني (ماكس فيبر) ودراساته الاجتماعية التي أكد فيها أن اغتنام فرص الحياة يضمن للفرد حقوقه للعيش في سياق بناء اجتماعي يمنع ويحد من صور تعرّض الفرد للانحراف. وهذا ربط مهم لدى فيبر ما بين اغتنام الفرص والسلوكيات السلبية لدى الأفراد.
جميل جداً نشر مفهوم أن الحياة فرصة، والأجمل أن يتبع هذا القدرة على التقاط الفرصة. وهذا ما سيكون عنواناً شاملاً نبدأ به هذا العام ونستمر في الخطط والمشاريع كل الأعوام، باتجاه المستقبل.