بعض السير والتجارب ليست كغيرها، وأجمل ما قد يستفيد منه هذا النشء والجيل الواعد من الشباب تجارب بعض الشخصيات التي أمضت سنوات طويلة في العمل والعطاء وتخصصت في مجالات بعينها، ومن بين هؤلاء الرجال خبير العقار وأحد البارعين فيه رجل الأعمال إبراهيم بن محمد بن سعيدان، ولعل ما يميز الشيخ إبراهيم، أنه من أسرة لها حضور بارز في المجال العقاري، ومن هذا المنطلق لا يمكن بحال أن تكون تجربته عادية أو كغيرها من التجارب، بل سيكون كنز معلومات هام في هذا القطاع الصلب الذي يشكل اهتمام كل فرد سعودي سواء للباحثين عن المسكن والاستقرار أو أولئك المهتمين بدروب التجارة.
«إبراهيم بن محمد بن سعيدان»، لم يحتفظ بتجربته لنفسه بل قدمها للشباب للفائدة من خلال كتابه «حياتي في العقار»، وهي دون شك حياة حافلة بالكثير والكثير من النجاحات التي مرت كذلك بالكثير والكثير من الصعاب.
ومما جاء في الكتاب: «الآن أسترخي بعد أن أمضيت مع إخوتي حياة عامرة بالعقار، لمشاهدة إبداعات الجيل الثالث من الأبناء، فقد اكتسبت المعرفة من الجيل الأول للعقاريين حين كان نمط البناء الطين واللبن، ومن الجيل الثاني التطوير، حيث التخطيط والتنظيم والاستثمار، والأخير هو الحقبة الذهبية التي عاصرتها بألم المصاب بوفاة شقيقي وبساطة الحياة ونظرة الطموح حين تنقلت في مسارات الحياة المختلفة للوصول لحد الكفاية من الطموح العقاري، ولم أجد له حداً».
لقد تشرفت بأن تلقيت إهداءاً من الكتاب لهذه الشخصية الرائدة، وفي الواقع الكتاب ثري للغاية ويعكس تجربة مهمة وغنية في تطوير الذات رغم تغيرات الظروف والأوقات، فقد تصفحت سيرته ومساره وكأنني أقرأ تطلعات الرؤية المباركة رؤية المملكة 2030 في حياته آنذاك لتطوير بلادنا وقوة نمو اقتصادها، وتوقفت كثيراً عند حديثه عن أسرته وقوة صلة الرحم بينهم ومعاضدتهم لبعض حيث اللحمة الوطنية المبتغاة، وفي ثنايا كتابة قصص واقعية يستمد منها القارئ طموحاً يعانق عنان السماء حيث يتضح للمتمعن حقيقة سيرته وتواصل مسيرته للجيل الثالث لأسرته الطموحة التي رسخت وطورت مفهوم العقار في بلادنا الغالية. بكل صدق إن كتاب (حياتي في العقار) ليس سرد لحياة مؤلفه، إنما درس يستفيد منه الأجيال.
** **
- منصور بن محيا