د. أحمد الفراج
كان الجميع يتوقَّع أن يراهن الديمقراطيون على سيدة، لتنافس الرئيس ترمب في معركة الانتخابات القادمة، ولكن يبدو أن هزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات الماضية، أجَّل مشروع هذا الرهان، علاوة على الفقر الذي يعانيه الحزب في تقديم وجوه صاعدة ومؤهلة من شاكلة باراك أوباما، ويبدو أن قيادات الحزب كانت على صواب، فالمرشحة الديمقراطية، اليزابيث وارين، التي كان كثيرون يراهنون على أنها ستخلف هيلاري كلينتون، لم تقدم ما يشفع لها، وبالتالي لم تحصد ما يكفي من الأصوات، في الانتخابات التمهيدية لولاية ايوا، فقد حلَّت في المركز الثالث، أما في ولاية نيوهامشير، فقد حلَّت في المركز الرابع، وذات الشيء حدث مع المرشحة الأخرى، ايمي كلوبشار، التي حلَّت خامساً في ولاية ايوا، وثالثاً في ولاية نيوهامشير، رغم أن كلتاهما عضو في مجلس الشيوخ، ورغم كل الجهود التي قامت بها حملتاهما الانتخابيتان على مدار الأشهر الماضية.
الحزب الديمقراطي يمر بأسوأ أيامه، ويبدو أن الناخبين لم يكونوا على استعداد بأن يغامروا بالرهان على وجه نسائي، فالحرب على الرئيس ترمب شرسة، ويعتقد معظم الناخبين أن المرشحتين وارين وكلوبشار لن تستطيعا مجابهة ترمب، الذي هزم هيلاري كلينتون بمعجزة، وخصوصاً أن هاتين المرشحتين لا يملكان من الخبرة السياسية نصف ما تملكه هيلاري، التي كانت زوجة للرئيس، ثم عضواً في الكونجرس، ثم وزيرة للخارجية، ورغم أن السباق في بدايته، إلا أن المؤشرات الأولية توحي بأن الديمقراطيين لن ينتخبوا سيدة لمواجهة ترمب، فرهانهم هو على الشاب والوجه الجديد والمختلف، بيت بوتيجيج، عمدة مدينة ساوث بيند بولاية أنديانا، وعلى عضو مجلس الشيوخ اليساري، برني ساندرز، فهما من حصد أعلى الأصوات، إذ فاز الأول بولاية ايوا، وفاز الثاني بولاية نيوهامشير، وربما أنهما سيواصلان التنافس في المرحلة المقبلة، وستتبيّن حظوظ السيدتين وارين وكلوبشار بشكل أكبر في يوم الثلاثاء الكبير، فإما عودة للمنافسة القوية، أو ربما بداية النهاية لحلمهما في الرئاسة، وسيتواصل الحديث!