سلطان المهوس
ما الذي يمنع القارة الآسيوية التي تمتلك أكبر مساحة جغرافية وعدد سكان بالعالم من صدارة المشهد الرياضي وليس الكروي فقط..؟؟
كيف سحبت أوربا البساط رغم شيخوختها السكانية ومساحتها المتوسطة؟؟
لماذا وصل الأمر لأن يستولي الفيفا على مقاليد السلطة بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم؟؟!!
الأمر ببساطة شديدة يرجع إلى احترام «العلم» و«الأنظمة» والتمسك بثوابت المضي قدمًا نحو ترسيخهما كمنهج للتطبيق بدلاً من السياسات المرتبطة بالأفراد والتي أصابت وما زالت الدول في آسيا وإفريقيا بمقتل وجعلت الأمور أكثر تعقيدًا لبناء مستقبل أفضل، فالإمكانات «العلمية» تتطور وفيما هناك من يقاتل من أجل «الإنجاز» فهناك من يفكر لأبعد من ذلك لتحقيق ديمومة «الإنجاز»..!!
وفقًا لموقع ليفربول الإلكتروني فإن إيان غراهام، الحاصل على الدكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة كامبريدج عينه نادي ليفربول في منصب مدير قسم الأبحاث عام 2012 «يرشح اللاعبين الجيدين بتحليل بيانات معينة عنهم مستخدمًا معادلات رياضية»..!!
« غراهام هو من أقنع ليفربول لاختيار المدير الفني للفريق يورغن كلوب في 2015. رغم أن المدرب حقق نتائج سيئة مع دورتموند الألماني في الموسم الأخير معه وكان مستوى الفريق في تراجع، إلا أن غراهام كان يرى أن هذا الأمر ليس له علاقة بالمدرب فهو فقط كان يواجه «حظًا سيئًا».
قام غراهام بتحليل كل تحركات لاعبي كلوب في الملعب، وكشفت النتائج أن فريقه كان أفضل ثاني فريق في ألمانيا رغم أنه احتل المركز السابع في الموسم الأخير، فقط النتائج لم تتماش مع الأداء.»
« الأمر ذاته حدث في 2014 مع انضمام محمد صلاح إلى تشلسي رغم أدائه «المتواضع» في سويسرا. لم يشارك صلاح سوى في 13 مباراة في موسمين أحرز فيها فقط هدفين.. انتهى به المطاف إلى روما الإيطالي، كانت فرصته ضعيفة للعب في الدوري الإنكليزي، ومع ذلك وقع عليه الاختيار بفضل غراهام الذي رأى أن أداءه كان جيدًا في تشيلسي ولم يفشل.»
في آسيا «نهم» نحو استضافة البطولات العالمية على كل الأصعدة من قبل «الدول» الغنية لكن لا يوجد نهم على استخدام «العلم» و«المعايير» و«الصرامة» فهناك تفاوت «كبير» في التطبيق بين دولة وأخرى وما تحتاجه اليوم تلك الدول هو تطبيق النموذج الأوربي في «التطوير» وأساسه أن ينتقل «عقار» المعايير و«الأنظمة» للجميع ليكون المسار موحدًا بدلاً من ضياع الهوية بين «الاحتراف» و«اللاحتراف»..!!
كرة القدم تحظى بكثير من الأهمية التطويرية لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وقد اشتد «عودها» مع الضخ المالي والحوكمة التي أرساها الشيخ سلمان بن إبراهيم ليبقى البناء الجماعي مشروعًا منتظرًا عبر إنشاء رابطة الأندية الآسيوية وفق المعايير الأحدث عالمياً على أن تكون مرتبطة بهيكلة الاتحاد الآسيوي بموافقة الجمعية العمومية حتى يمكن أن تستقل بخارطة طريق تجعلها مع الاتحاد الآسيوي جناحين يمكن الاعتماد عليهما لمقارعة العالم بشكل حقيقي..!!
رابطة الأندية الآسيوية هي الأقدر على فك التباين القيادي من مرحلة لأخرى والمضي قدمًا دون «حساسية» لتطبيق الأنظمة على الجميع، فالبقاء للأكفأ والأقدر.
كما أن إقامة ورش عمل مستمرة «شرقًا وغربًا» في سياق مشروع «آسيا الجديدة» سيكون ملهمًا لوضع الاتحادات الكروية أمام خيار إستراتيجي والقيام بأساليب الدعم وفقاً لخارطة زمنية لا تقبل التأجيل..
الاتحاد الآسيوي يعمل بكفاءة عالية جدًا ويحتاج لجهود مماثلة من الدول في قارة متشتتة المسافات والأعراف والثقافات والأهداف، ولذلك من المهم استخدام «العلم» في تحليل الواقع الآسيوي وإدخاله كمنهج «فني» من قبل الاتحادات لأحداث التقدم المنتظر..!!
لدينا تجربة «تنمو» بشكل رائع مع الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الذي يستخدم «الأنظمة» بحذافيرها..
تذكروا أن العبرة في «ديمومة» المنجز لا «تحقيقه» بشكل عابر..!!