د. خيرية السقاف
المعنيون بالحياة السعيدة تجدهم؛
لمنظر طبيعي يقفون، يستلهمونه، ويبتهجون..
ولفكرة تأخذهم للتفاعل، والعمل، والتطوير، والإضافة، والتجديد،
والسلام، والفرح يقفون، يتفاعلون معها، ويتبنَّون..
ولكلمة طيبة يمتنُّون، وبأثرها يمتدُّون..
وهم للسوء يرفضون، وللكسل يتصدُّون،
وللشرِّ يحاربون، وبالخير يوسَمون..
ولكل جميل يبتسمون، ولليباب يروون، وللسراب لا يقفون..
وحيث ينزلون ينثرون البهجة، ولبذورها يغرسون..
وحيث يقفون يظلِّلون، وللوعورة يذللون، وللخير ينسجون..
وهم بالصفح يتزيَّنون، وبالصبر يكتسون، وبالرفق يؤلفون..
وهم في دروب هذه الحياة ينشطون، يكدون، ويرضون، ويبنون، يلا يسرفون، ولا يظلمون..
تجدهم عن الأذى عقولاً أدركت حد الحرية لشهواتهم في النجاح،
وفي الاقتناء، والسبق، والفوز، والحق..
تشدهم عن الخواء مدارك تعي أن الحياة لا طمأنينة فيها إلا لقلوب عامرة باليقين،
واليقين وحده بوصلة المسار الصائب، والمستقيم..
المعنيون بسعادة الحياة؛ لا مكان في قلوبهم لحقد، ولا لأثرة نفس،
لا لطمع فيما عند الآخر، ولا بشح عن البذل، والعطاء..
المعنيون بهذه الحياة في وجودهم؛
يسعون دوماً لأن تكون لهم بصمات فارقة فيها،
وآثار ندية فيمن يشاطرهم دروبها، ويتعايش معهم فيها..
لا يشترطون معادلاً، ولا ثمناً،
لكنهم؛ يبذلون، فيحصدون دون أن يكون لهم فيها طمع، ولا منهم منَّة..
تأسر قلوبهم الدمعة، والجرح، وخيبات الذين يتعثرون فيها،
يخوضون من أجلهم مضامير العطاء، يجبرون فيها عثرات المضاء..
هؤلاء هم صانعو السعادة في الحياة..
تلتقي بهم حيث يدعونك للابتسام..
وحيث يطلقون آهتك الكامنة في جوفك المكتنز بمنغصات البشر،
أو ابتلاءات القدر..
ليسكنوا في مكانها منك طمأنينة، وأمناً، وسلاماً، وثقة..
هؤلاء؛ أشقياء مجازاً..
لكنهم، السعداء حقا!.....