صيغة الشمري
من الأهمية بمكان تطبيق الاتصال المؤسسي في أي منشأة تريد تحقيق النجاح بالطرق العملية السليمة، غير أن هذا التطبيق يواجَه بمعوقات عدة، على رأسها البيروقراطية الإدارية التي تعد من أبرز المعوقات؛ وهو ما يمنع تكامل الأنشطة الاتصالية لتأسيس عمل موجَّه لنمو ونجاح المنشأة. وليس البيروقراطية وحدها التي تعيق تطبيق الاتصال المؤسسي؛ إنما حصره في التواصل الداخلي والاتصال التسويقي أكبر معيق للتطبيق الاحترافي. كما أنه من المهم التفريق بين التسويق والاتصال. واعتبار البعض الاتصال المؤسسي إدارة ليست استراتيجية، لا تشارك في بناء استراتيجيات المنظمة، يُضعف دور الاتصال المؤسسي الذي ينبغي أن يكون مظلة لجميع الاتصالات، ويرتبط بالرئيس التنفيذي للجهة الحكومية. وبعض المؤسسات لا تهتم بظروف الموظفين، وزيادة ولائهم للمنشأة، مع أن ذلك من أولويات الاتصال المؤسسي لتمكينهم من معرفة أداء المنظمة، ورسالتها، واستراتيجيتها لتعزيز الثقافة التنظيمية؛ إذ لا يقل التواصل الداخلي أهمية عن الاتصال الخارجي بالإعلام وأصحاب المصلحة؛ لذلك لنجاح الاتصال المؤسسي يجب الانتباه لسعادة والموظف.. وإهمال هذا الجانب يعيق التطبيق السليم دون شك.
وهناك جزئية أخرى مهمة، تهملها المنشآت؛ وهو ما يعتبر إعاقة لعمل الاتصال المؤسسي، هي عدم وجود خبراء اتصال، يستطيعون إدارة الاتصال في جميع الاتجاهات، وصياغة استراتيجيات التواصل الهادف للحفاظ على هوية المؤسسة وسمعتها، وبناء الاتصال باتجاهين بين المنظمة وجمهورها. وربما يكون الجانب الأهم لتفعيل الاتصال المؤسسي هو تعزيز مبدأ الشفافية والإفصاح لمعرفة أداء المؤسسة وأنشطتها المستقبلية؛ وذلك لإقناع جمهورها برسالتها وأدائها، وتعزيز الصورة الإيجابية عن طريق إعداد التقارير والرسائل الإعلامية، وخلق القصص الملهمة للتأثير على تصوُّر أصحاب المصلحة المتعددين، والرأي العام. وهذا الجانب تفقده الكثير من المؤسسات والمنشآت؛ وبالتالي يكون عائقًا أكبر لتطبيق الاتصال المؤسسي بالطريقة الصحيحة.