محمد بن علي الشهري
على مدى أكثر من عقد من الزمان ظل الهلال هو الفريق السعودي الوحيد المطالب بتحقيق الكأس الآسيوية سواء من قبل أنصاره أو من قبل أنصار الفرق الأخرى مع فارق معنى المطالبة طبعاً بين هؤلاء وأولئك.. إذ إن أنصاره يريدونها إضافة مجد جديد بينما (بني خيبان) يريدون من مطالبتهم بأن تكون عوامل ضغط وإرهاق على الهلال.. وبالتالي ظل الزعيم العالمي يقارع ويناضل لبلوغ شرف تحقيق الكأس (العصية) على الكرة السعودية منذ 15 عامًا.
ولأن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود.. بل كان شائكاً جداً، ومليئاً بالمعوقات والعثرات سواء الطبيعية منها مثل الحظ وخلافه.. أو المقصودة مثل انتداب فاسد من عينة (نيشيمورا) للقيام بالواجب.. وفي كل مرة يخفق فيها الأزرق، تتبارى أقلام وألسنة (بني خيبان) للتشفّي والسخرية والحديث عن العقدة مع أنه يسعى لتحقيق السابعة.. وحتى وهو يحققها بامتياز، وبمستوى مشرف تحدث عن القاصي والداني لم يكفّ أولئك الـ(...) عن ممارسة أخلاقياتهم وأدبياتهم المعتادة تجاه الهلال تحديداً.
هذا يغمز في قناة الدعم الحكومي وكأن الهلال هو الوحيد الذي حظي بالدعم الكريم من قيادتنا، مع أن الدعم أنقذ فرقاً أخرى من الإفلاس، وحال دون هبوط أخرى إلى مصافّ أندية الدرجة الأولى عقاباً على خرقها للنظام، هذا عدا حصولها على الدعم المادي الكبيرة أسوةً بالهلال؟!..
وذاك يلمز في قناة ضعف الفرق المنافسة للهلال آسيوياً إلى درجة القول إنه لو نافس عليها فريق (البكيرية) لحققها حسب تقييم العبقري (أبو خرقة) على أساس أن فريقه المفضل لم يخرج من المسابقة (مهانًا).
العجيب أن نصف فرق الدوري تكافح وتناطح طوال الموسم برغبة الحصول على بطاقة التمثيل الآسيوي، حتى إذا بدأت المنافسة فعليًا تساقطت الفرق الواحد تلو الآخر وبقي الهلال المطالب الوحيد بحفظ ماء وجه الكرة السعودية قاريًا؟!!.
الأعجب من ذلك هو الابتكار الجديد لأحد أنديتنا المشاركة في النسخة القادمة من البطولة الآسيوية للأبطال، والمتمثل في تسريب بعض المعلومات الإعلامية عن أن البطولة الآسيوية ليست من أولوياتهم في الوقت الذي تقوم فيه الإدارة بشراء تذاكر أولى مباريات الفريق آسيويًا وتوزيعها على الجماهير مجانًا، وذلك تحسبًا لما قد يحدث مستقبلًا على صعيد المعترك الآسيوي.. هي حركة احتياطية تنطوي على قدر بسيط من الذكاء وإن كانت قديمة ومُستهلَكة، والغرض منها ترديد القول: أساسًا الآسيوية لم تكن ضمن أولوياتنا في حال الفشل كالعادة، هذا أحد جوانب الفكرة.
الجانب الأهم والمقصود من الحركة هو محاولة عدم الضغط على الفريق لعلّه يتمكن من (اقتناص) الكأس الآسيوية الكبرى على غرار بعض البطولات المحلية التي اقتنصوها بعد أن هُيئت لهم أكثر مما هُيئوا لها.. وهذا تكتيك فاشل على اعتبار أن البطولة الآسيوية لا تُقتنص، فلو كانت كذلك لكان قد حققها ذلك الفريق عدة مرات.
يعني بصريح العبارة: الآسيوية (ما هي تكيّة)؟!.
اضحك مع إعلام أبو (...):
عبر أحدث برامج تكريس الأمّيّة الرياضية في قنواتنا (الحبيبة) طالب الضيف (الأصفر) عبر الأقمار الصناعية من فريق التعاون عدم الاهتمام بالدوري والتركيز على البطولة الآسيوية وذلك عطفًا على كسبه لمباراته الأولى آسيويًا، وأردف قائلًا: إنه أصبح بمقدور الفريق التعاوني الظفر بالكأس الآسيوية بعد أن حققها الهلال في الموسم الماضي وهنا يُستشفّ من قراءته (العبقرية) أن الكأس الآسيوية أضحت في متناول اليد بصرف النظر عن الفريق الراغب في تحقيقها كون الهلال هو من حقق النسخة الأخيرة!!.
طيب يا عبقري: ألم يكن فريقك أجدر من الفريق التعاوني (المجتهد آسيويًاً) ولا سيّما في ظل الفوارق الكبيرة بينهما، فضلًا عن أن فريقك أحوج ما يكون إلى تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظار تحقيقه على الأقل ليكون لممارسة (البروباغندا) بعض مبرراتها.