مها محمد الشريف
أضاءت سماء العاصمة السورية صواريخ استهدفت محيط المطار، قال عنها الجيش السوري، إن الصواريخ كانت قادمة من الجولان. بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها طالت مواقع تابعة لميليشيات إيرانية، نفذت بعد ساعات من وصول شحنات أسلحة إيرانية إلى مطار دمشق. بعدها، توالت الأنباء بسقوط عدد من القتلى في صفوف الجيش السوري وميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
واستبسل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، للمرة الأولى في الدفاع عن غاياتهم بشن جيشه عشرات الضربات الجوية في سوريا خلال السنوات الأخيرة، ولكن دون أن ينتبه أن مكبر الصوت ما زال يعمل خلال قمة إقليمية في بودابست، قائلاً: «إن بلاده ضربت قوافل أسلحة إيرانية في سوريا كانت متوجهة إلى حزب الله عشرات وعشرات المرات»، وفق ما أوردت وكالة «أسوشيتد برس»..
وفي الوقت ذاته، هدد أردوغان النظام السوري بالضرب والوعيد لو أصيب جنوده في مواقع المراقبة، أو في أي مكان آخر بأي سوء، وأعلن بأنه سيضرب قوات النظام السوري في أي مكان اعتبارًا من اليوم، بغض النظر عن حدود إدلب أو حدود اتفاق سوتشي، مشيرًا بذلك إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 2018.
من هنا كان تساؤلنا المفصلي حول الأسباب الحقيقية التي جعلت هذه الحشود العسكرية تنتقل إلى سوريا، ولماذا يقاتلون على أرضها ويهددون نظامها الحاكم؟، لم يعد يعنيني ككاتبة في الشأن السياسي من قريب أو بعيد مَن يقاتل مَن، فقد أصبحت أتابع حال الشعب المتآمر عليه وعلى أرضه، بعد أن نُفذت المخططات والمؤامرات بدرجة تفوق كل ما كان يحلم به أولئك المتآمرين.
هذه الصورة تعكس واقعاً خطيراً تخبر فيه أن الحرب والسلم تعايشا على أرض الواقع، ولم يعد يستنكرها أحد، ففي الأشهر الأخيرة، تمركز القصف الإسرائيلي على المناطق الخاضعة للجيش السوري في الجولان، وتقول تل أبيب إنه يأتي ردًا على سقوط قذائف على المناطق التي تحتلها في الهضبة وفي الوقت ذاته تقول إنها تحارب إيران لأنها على أرض سورية.
إن المتأمل في هذه الحرب يلاحظ إشارات غير منطقية لما وصلت إليه المواجهات والمعارك بين قوات إسرائيل وإيران وتركيا وروسيا، أضف إليهم جيش النظام والمجموعات المسلحة، التي لا تنفك تتصدى لعبور المهاجرين في ظروف بيئية صعبة للغاية، وإغلاق باب الخيارات لتصبح جميعها محدودة، إنه بحق هروب من الحياة ومن دوافع الموت وأشكال الصراع والعدوانية التي نراها اليوم بين البشر لأسباب عرقية أو عقائدية أو اقتصادية أو سياسية، فإلى أي مدى تكون العلاقة البشرية مبتورة ومغلقة؟.