د.عبدالعزيز العمر
الباعث لفكرة هذا المقال هو ما نشاهده هذه الأيام من انغمار غير مسبوق لأبنائنا وطلابنا في عالم الكمبيوتر وتقنياته وتطبيقاته، ليس فقط في المنزل، بل وحتى في المدرسة، وليس فقط عند الطلاب أنفسهم أثناء الدرس، بل وحتى عند المعلمين أثناء حصصهم. لقد ذكر أحد المعلمين أنه اكتشف أن طلابه كانوا يتراسلون داخل حجرة الصف من تحت الطاولات، أما بالنسبة للمعلمين فيذكر مسؤول تعليمي أن أحد المعلمين أمضى معظم الحصة وهو يعبث بجواله.
تقنيات وتطبيقات الحاسب أصبحت اليوم - للأسف - تزاحم المنهج المدرسي، وأنا هنا أتحدث تحديدًا عن المرحلة المبكرة من التعليم. للأسف لقد أصبح عالم طلابنا الصغار غالمًا من الأيقونات، وبالطبع لا أحد ينكر بدور بعض (بعض) هذه الأيقونات في إثراء وتعزيز فهم لطلاب، ولكن مواجهة متطلبات الحياة وتحدياتها الملحة لا يمكن أن يتم عبر أيقونات حاسوبية في غرف مغلقة. وهنا نتذكر مقولة التربوي العظيم جون ديوي الذي نادى بأن يكون هدف التربية ليس مجرد الإعداد للحياة، بل يجب أن تكون التربية هي الحياة نفسها، لذا يحب استثمار هذه المرحلة المبكرة من التعليم من خلال ادماج الطلاب في مناهج تحاكي واقع حياة الطلاب وما يواجهونه من مشكلات تتعلق بفهم واقعهم والتكيف معه وتعظيم مساهمتهم فيه، بدلاً من تحديقم في شاشات، والأخيرة ملحوق عليها.