د. أحمد الفراج
تتواصل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي؛ إذ قالت ولاية نيوهامشير كلمتها، وتبعت خطى ولاية ايوا في إسقاط حصان الديمقراطيين، جوزيف بايدن، وهو المرشح الذي راهن عليه الحزب لمجابهة ترامب نظير ما يملكه من خبرة سياسية طويلة في مجلس الشيوخ، ومن ثم خدمته كنائب للرئيس السابق باراك أوباما لمدة ثماني سنوات؛ فقد انتخبت نيوهامشير المرشح الذي يمثل أقصى اليسار، برني ساندرز، وحل ثانيًا المرشح المفاجأة الشاب بيت بوتيجيج، وهما ذات المرشحان اللذان زفتهما ولاية ايوا؛ وهو ما يعني أن الناخب الديمقراطي كان له رأي مغاير لرؤية الحزب، الذي قطعًا يرغب في ترشح جوزيف بايدن. ورغم أهمية تصويت ولايتَي ايوا ونيوهامشير؛ إذ إن نتائجهما تعطي مؤشرًا قويًّا على سير الانتخابات وتوجُّه الناخبين، إلا أن الانتخابات في بدايتها، وسيكون تصويت ولاية نيفادا ومن ثم ولاية جنوب كارولينا خلال الأسبوعين القادمين مهمًّا، وخصوصًا جنوب كارولينا التي يعول عليها جوزيف بايدن لاستعادة وهج حملته الانتخابية بعد النكسات السابقة.
يعقب تصويت ولايتَي نيفادا وجنوب كارولينا انتخابات ما يسمى: «الثلاثاء الكبير»، وهو يوم الرابع من شهر مارس القادم؛ ففي هذا اليوم تصوت خمس عشرة ولاية، من ضمنها ولايات في غاية الأهمية، مثل ولاية تكساس وولاية شمال كارولينا وولاية منيسوتا وولاية أوكلاهوما، والأهم من كل ذلك هو ولاية كاليفورنيا الضخمة التي جرت العادة على أن تكون انتخاباتها في شهر يونيو، وتم تقديمها هذه المرة لشهر مارس. وللعلم، فإن عدد أصوات المندوبين التي تمثل هذه الولايات يبلغ نحو ثلث الأصوات المطلوب حصدها للحصول على ترشيح الحزب؛ وبالتالي فإن يوم الثلاثاء الكبير سيكون هو اليوم الذي سيحدد مصير جوزيف بايدن؛ فإن تمكن من تحقيق انتصار كبير فسيكون في وضع جيد، أما إن حصل على نتائج مخيبة فلا أظن أنه سيواصل البقاء، بل سيفهم الرسالة، وينسحب من السباق الرئاسي، ومن الحياة السياسية برمتها. وسيتواصل الحديث!