فوزية الشهري
العلا مدينة تاريخية تقع شمال غرب السعودية، وهي أكبر المناطق الحضارية القديمة وتعد من الأماكن الاستثنائية الزاخرة بالتراث، وتحوي مواقع ثقافية قد يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وتعد مدائن صالح الموقع الأكثر شهرة في العلا وأول موقع مسجل في قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وتسعى السعودية عبر الهيئة الملكية للعلا إلى تطويرها وإبرازها وحفظ تراثها التاريخي.
والتراث هو الحاضنة التاريخية للشعب ويمنح كل شعب هويته التي تميزه عن غيره من الشعوب، كما أنها تمنح القيمة الاجتماعية والفنية والعلمية والتربوية وهو المكون الأساسي للحضارة.
وفي خطوة عظيمة لتقديم تراثنا الأصيل للعالم استضاف الأمير محمد بن سلمان رئيس الوزراء الياباني في محافظة العلا ورأينا كيف كان يلبس (الفروة) ويجلس في بيت الشعر ويتابع العرضات الشعبية، ربما تكون صورتنا اختزلت في بعض المجتمعات بالنفط فقط والبعض الآخر نقلت لهم مشوهة ومغايرة للواقع، ومثل هذه الخطوات تلعب دورًا في نقل الصورة الإيجابية عن ثقافتنا وقيمنا وتراثنا للعالم.
وقد زار العلا أيضًا 100 من قادة الفكر والمجتمع والسياسة والعلماء البارزين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في مؤتمر الحِجر الأول للحائزين على جائزة نوبل عام 2020
عند زيارتهم خطر ببالي هذا السؤال:
كيف كانوا يرون بلدنا؟ وهل عادوا بالصورة نفسها؟
هذا التساؤل يدعونا إلى الإصرار على تقديم تراثنا وهويتنا للعالم بطريقة تليق ببلدنا الذي شوهت صورته كثيرًا
وسنرى أثر ذلك قريبًا بإذن الله، ومن بواكير النجاحات والنتائج الإيجابية لهذه الخطوة إشادة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالعلا وقال خلال كلمته في مؤتمر الأمن السيبراني: (إن قلب العالم أصبح في السعودية، ثم قال: إن المملكة دولة بثقافة عظيمة وقد زرت العلا ولم أر مكانًا جميلاً مثل ما شاهدته)، ثم قال: (البلد الذي لا يحترم أصوله بلد يموت، كيف لشجرة أن يكون لها أغصان وهي تقطع جذورها) وأنا أعدّ تصريحه نجاحًا كبيرًا وفي وقت قياسي.
لذلك يجب أن نعي أن الحفاظ على التراث من أول الأولويات ويجب علينا ابتكار الطرق لتقديمه للعالم. وكذلك لا نغفل عن ترسيخه في النشء الجديد وذلك بتضمينه منذ الصغر للمناهج وتعريفهم به حتى لا يضيع لمصلحة ثقافات أخرى.
الزبدة:
«على شعبنا ألا ينسى ماضيه وأسلافه، كيف عاشوا وعلى ماذا اعتمدوا في حياتهم وكلما أحس الناس بماضيهم أكثر، وعرفوا تراثهم، أصبحوا أكثر اهتمامًا ببلادهم وأكثر استعدادًا للدفاع عنها».