محمد عبد الرزاق القشعمي
يؤكد الدكتور حسن حجاب الحازمي أنه ولد عام 1330هـ 1910م (في قاموس الأدب والأدباء) كما سيرد أنه ولد عام 1336هـ و 1339هـ.
ولد الاستاذ محمد بن زارع عقيل سنة 1330هـ في مدينة جيزان، وتعلم القراءة والكتابة في مدارسها الخاصة، والتحق بعد ذلك بحلقة عالم جازان وقاضيها الشيخ عقيل بن أحمد حنين. فقرأ عليه الفقه والحديث وتفسير القرآن والقواعد، ولازم حلقة الدرس ما يربو على عشر سنوات.
• وقال عنه الأستاذ أحمد سعيد بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين خلال ستين عاماً) . « ولد عام 1339هـ.. ثم كون مع رفاقه نادياً أدبياً خاصاً تهيأت له من خلاله دراسة واسعة في التاريخ وفي الفقه وغير ذلك من الدراسات.
عمل كاتباً لزكوات تهامة، ثم محرراً في محاسبة مالية جازان، ثم مأموراً مالياً جمركياً في مركز الجابري والنوية فتعرف خلال عمله على عادات وتقاليد أهل البادية.. ثم انتقل إلى قسم المحاسبة ببلدية جازان، فرئيساً لمحاسبة البلدية، ثم عين مديراً للأراضي، ومحامياً شرعياً، عمل رئيساً لبلدية جازان فترة من الزمن ثم انتقل إلى إمارة جازان فالطائف.
كتب عن اختلاف اللهجات والعادات في البادية في مجلة المنهل، له مشاركات في مجال الأدب والتاريخ وتتمثل في المقالات التي كان ينشرها في الصحف والمجلات المحلية والمحاضرات التي ألقاها في الأندية الأدبية..».
• وقال عنه الدكتور علي جواد الطاهر في (معجم المطبوعات العربية في المملكة)، نقلاً عن عدد مجلة المنهل الفضي أنه ولد سنة 1336هـ، وهو رائد القصة في الجنوب.. وذكر من رفاقه الذين شاركوه في النادي الأدبي الخاص، الشيخ عقيل بن أحمد حسنين، ومحمد السنوسي، ومحمد أحمد عيسى العقيلي.
ثم ذكر مؤلفاته وهي:
1- أمير الحب: قصة تاريخية في العصر الأموي، تقديم عبد القدوس الأنصاري 1966م.
2- ليلة في الظلام: قصة اجتماعية هادفة.. القاهرة، دار الكاتب العربي 1380هـ. 1960م قدم لها عبد القدوس الأنصاري.
3- الوفاء: مجموعة قصصية، نشر منها في مجلة المنهل: قلب الأسد، الفارس الحليم، عائشة بنت المعلم، الوفاء، مناجاة هدد، جهاد امرأة.
4- دراسات: تهامة في التاريخ اعرف بلادك، ومقالات.
5- الموهبة الفنية في القصة وفي الأدب العربي.
• ترجم له في (معجم الكتاب والمؤلفين في المملكة..) الدائرة للإعلام، وذُكر : «.. من كتاب القصة الأوائل في المملكة.. وذكر من كتبه (بين الجيلين) نادي جازان الأدبي، 1401هـ 1981م.
• ترجم له في (موسوعة الأدب العربي السعودي الحديث.. نصوص مختارة ودراسات) ط1، مج4 . (القصة القصيرة)، واعتبره الدكتور معجب الزهراني من مرحلة التجديد، واختار له قصة (عائشة ابنة المعلم) من 9ص، سبق نشرها بمجلة المنهل ع4، ربيع الثاني 1377هـ، نوفمبر 1957م.
• وترجم له الدكتور حسن حجاب الحازمي في كتابه (البطل في الرواية السعودية) رسالة علمية حصل بها على درجة الماجستير في النقد الأدبي الحديث - ط1، 1421هـ/ 2000م. والذي اعتبر رواية حامد دمنهوري (ثمن التضحية) بداية مرحلة جديدة من مراحل تطور الرواية السعودية.. وقد تشجع عدد من الكتاب على خوض غمار هذه التجربة.. وذكر منهم محمد زارع عقيل الذي أصدر أول رواية تاريخية وهي رواية (أمير الحب)، والتي صدرت عن دار الأصفهاني بجدة عام 1385هـ ثم طبعها نادي جازان الأدبي ط2، 1410هـ.
• واعتبره الدكتور سلطان بن سعد القحطاني في كتابه (الرواية في المملكة العربية السعودية.. نشأتها وتطورها..)، ضمن من برز في (الرواية وتغيرات المجتمع) وقال عنه: محمد زارع عقيل، المتأثر بجرجي زيدان، في اللغة والبناء، فقد أصدر عقيل في تلك الفترة روايتين، وهما أشبه بالقصة التقليدية الطويلة، وبعناوين زيدانية (ليلة في الظلام) والأخرى (أمير الحب)، قصة تاريخية بطلها الوليد بن عبدالملك، صدرتا عن دار الهلال في القاهرة 1960م.
• ذكر بن سلم في (موسوعة الأدباء والكتاب في المملكة، من الكتب التي لم تذكر: (بُنات العلم في تهامة)- محاضرة ألقاها في نادي جازان الأدبي. طبعت ضمن محاضرات النادي. وقصة: (الفارس الملثم).
• وترجم له باستفاضة الدكتور حسن حجاب الحازمي في (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) دارة الملك عبدالعزيز، ط1، ج2، 2013م . قال عنه: «.. وهو عضو مؤسس في نادي جازان الأدبي، وكان نائباً لرئيس النادي من سنة 1404هـ حتى توفي».
كان رحمه الله متحدثاً بارعاً، وحكاءً متمكناً، يأسر المجتمعين بحديثه العذب، ويشدهم بأسلوبه السردي السلس، وحكاياته التاريخية والاجتماعية التي لا تنتهي، ولعله لذلك اختار القصة لتكون فنه الأثير، واختار التاريخ ليكون جزءاً أثيراً في قصصه، وجزءاً مهماً في كتاباته التي فتحت لها مجلة المنهل صدر صفحاتها، ففيها نشر قصصه القصيرة الأولى التي سجلت بدايات القصة القصيرة في منطقة جازان، وفي الجنوب كله كما يؤكد ذلك عبدالله أبو داهش في كتابه نشأة الأدب السعودي المعاصر في جنوب المملكة العربية السعودية - ومنها قصص (قلب الأسد، والفارس الملثم، وعائشة بنت المعلم)، وفيها نشر قصته الطويلة (ليلة في الظلام)، وفيها نشر روايته التاريخية (أمير الحب) التي تعد أول رواية تاريخية في تاريخ الأدب السعودي الحديث، وفيها نشر مقالاته النقدية، ودراساته التاريخية، ومنها: ساعة مع ديوان القلائد، والأذن تعشق (قراءة في مجموعة الرويحي القصصية)، وتهامة في التاريخ، وجبل القهر في التاريخ، واعرف بلادك، وساعة في ربوع عسير وغيرها».
وقال: «ولمحمد زارع عقيل مجموعة من الأولوليات، فهو صاحب أول قصة قصيرة في الجنوب وهي قصة (قلب الأسد) التي نشرت في مجلة المنهل سنة (1375هـ)، ولذلك عَدّه كثير من النقاد والأدباء رائد القصة في الجنوب، ومنهم: عبدالقدوس الأنصاري، وعبدالملك أبو داهش، ومحمد العقيلي، ومحمد القسومي، وغيرهم..».
ومدحه وأثنى عليه وأشاد به الدكتور حسن قائلاً: «.. ومع أنه لم يتمكن من جمع قصصه القصيرة المنشورة في مجلة المنهل في مجموعة قصصية، فإنها تشهد بريادته لفن القصة القصيرة في الجنوب، وتحمل في طياتها وهج البدايات، وحماسة الرغبة في الإسهام في صناعة قاعدة قصصية للجيل التالي.. أما تجربته الروائية. فإن رواية (أمير الحب) التي تعد أول رواية تاريخية في المملكة العربية السعودية، حملت بصمات كاتب مقتدر، يمتلك أدواته الفنية التي حفظت تماسك الرواية، ويمتلك اللغة العربية المشرقة، الدافعة للقراءة، والأسلوب الجاذب الشائق الذي استطاع به الحفاظ على القارىء حتى آخر سطر.. أما روايته الأخيرة (بين جيلين) فإنها من أولها إلى أخرها تعنى برصد العادات والتقاليد في منطقة جازان».
ودافع عنه بقسوة الناقد منصور الحازمي وغيره قائلاً: «ومهما يكن من أمر النقد الذي يمكن ِأن يوجه لأعمال محمد زارع عقيل، فإنه يعد رائداً من رواد الفن القصصي عموماً، والرواية التاريخية على وجه الخصوص، ترك بصمته في تاريخ القصة السعودية في زمن البدايات والإرهاصات الأولى».