بداية سأوردُ قصةّ قصيرة تختزلّ هذا الصراع في توزيع الألقاب بين البشر و- أعزكم الله - بين الحيوانات:
البطل
تسابقت سلحفاةٌ مع أرنبٍ يتقدمهم حاكمهم الأسد..... المهم انطلقت صافرة البداية والكل يصفق بحرارة بين ساخرٍ ومتحمّس!
وحين اقترب الأرنب من النهاية انتظر السلحفاة مستلقٍ متبسّماً وشامتاً... مدّ رجله اليمنى فسقط، فتسلّقت ظهر الأرنب وفي ختام هذا الاحتدام بينهما أوقف السباق الأسد بزئيره معلناً فوز الاثنين في ظل دهشة الجميع!
حسناً انتهت القصة...
إذاً السخرية من عدم تكافؤ الفرص ليس معناه هضم حقوق الآخرين لأن المحاولة والصبر على بلوغ الهدف أسمى من الفوز ذاته، كذلك من المعيب تحطيم الهِمَم فالساحة تتسع الجميع!
عبر الفيس بوك وبعد مهرجان الكويت المسرحي نشبّ خلافٌ.. البداية كان اختلاف ثم تطور لشيء لا يحمد عقباه!
في لقبّ العرّاب بين الصديقين نايف خلف وفهد ردّه الحارثي في مفردة «العرّاب» والحقيقة كنّا مستمتعين مع الاثنين الكل يأتي بوجههٍ هو موليّها نتفق نختلف ليس مهما ولكن بعد ذلك تغيّرت حدّة الصراع إلى خلاف وكادت صفحات أصدقائهم تغصّ بالمتناقضات والهمز واللمز وأحياناً بالتصريح وهذا منذر خطير في عدم تقبّل آراء الآخرين والنيل والشتم وهذا ما لا يرضاه عاقل!
الكاتب المسرحي فهد رده الحارثي اكتفى بردٍ شافٍ وكافٍ وأقفل الحكاية قبل أن تبدأ بقوله:
أما فقط فهد رده الحارثي وكفى!
أما الفنان نايف خلف الأكاديمي فقد فصّل عرّاب المسرح السعودي عبر قرابة 24 منشوراً على صفحته بالفيس بوك ذكر فيها كل الروّاد المسرحيين وكنّا في غاية متعة القراءة معه ولكن فكّ هذه المتعة القرّائية بالإتيان من نالوا مما يكتب والردّ عليهم وشخصياً لم أكتب رأيي في ذلك وأجدها مناسبة أن أذكره هنا:
أغلب الذين دافعوا عن العرّاب قد اثخنتم في الخصومة وما هكذا تورد الإبل!
لقب العرّاب ستحقه فهد رده الحارثي وتكريم دولة شقيقة له الكويت دليل على استحقاقه
ولكن هناك روّاداً سبقوه وهذا صحيح وهذا ما ذكره د. نايف خلف في تفصيل ذلك لكنه جعل من «العرّاب» أساساً وانطلق منها وهنا في اعتقادي حصل اللبس وأظن الصديق فهد رده الحارثي لا يعارضني في ذلك من جايلوه وسبقوه
على سبيل المثال لا الحصر:
الفنانون محمد علي الراحل د. بكر الشدي عبد الله السدحان وناصر القصبي وآخرون في منطقتي الغربية والشرقية.. طبعاً هذا في مجمل الفن السعودي ومنها المسرحي
فلماذا هذا التوقيت د. نايف في زعزعة مكانة مفردة «العرّاب» بعد أن نالها الحارثي مباشرة.
لا أؤمن بنظرية المؤامرة ولا الشكّ في النوايا والعياذ بالله ولكن على يقين أن «العرّاب» أصبح عقدة عند البعض وصرف الألقاب هكذا دون تثبّت أمر يحتاج إلى دليل!
طيب لو كتبت الآن هكذا:
أن الفنان الجميل الخلوق المبدع الخطير والذي أعشقه لخُلِقه وسماحة روحه وعظيم هِمْته في البحث والكتابة المسرحية ولم يزلّ د. نايف خلف الثقيل.
«و» أن الفنان العرّاب الكاتب الصديق المتخم بقضايا المسرح السعودي والكاتب الذي أعماله خرجت خارج دولته ونال تكريمات عدة في مهرجانات محلية وعربية ونالت أوسمة يفخر بها الوطن
هل سأكون هنا واسمي وكتابتي عُرضة للشتم من أصدقاء الاثنين؟!
أيها المسرحيون/ات الكرام/يمات
انتبهوا لفنّكم، اغتنموا وجود وزير للثقافة شابا يتفتق ثقافة وفكرا وأدبا
اعملوا على مسرحكم أنتجوا عروضكم/ ن
دعوا المسؤول يرى إبداعكم لا تقفوا على مفردة لا تقدّم ولا تأخّر
كونوا كالمدخلي ياسر حين جعل من المحترف كيف بوابة انطلاق المبادرات المسرحية
وانتقل إلى أدبي جده وصنع مع رفاقه منتدى للمسرح بوابة للمسرحيين الشباب تأليف وتمثيلا وإخراجاً.
كونوا كورشة الطائف المسرحية تعمل على قدم وساق منذ نيف وعشرين سنة تخرّج مبدعين شبابا
كونوا كجامعة الطائف منارة مشرقة عبر ناديها المسرحي
كونوا كالرياض وجمعية الثقافة والفنون
كانت وما زلت منصّة الفنانين وقِبْلة المبدعين
كونوا كالشرقية أحساء ودماماً مبتدأ المسرح ومنتهاه وإرهاصاته الأولى
كونوا أنتم طيّبي المَعْشر، متسامحي الروح
تعشقون خشبة المسرح منها وفيها ففرّوا إليها أيها المسرحيون!
كل عام وأنتم ومسرحنا بخير
كل عام وأنت للإبداع أقرب
كل عام وأنتم للخشبة أبرز
كل عام وأنتم للمسرح أهوى
كل عام ومسرحنا الوطني أطيب
المقال القادم بإذن الله
(مسرح الباحة مَنْ اختطفه؟ بدايات مقعي وانتهاء بعبد القادر)
** **
- علي الزهراني (السعلي)
@al-raig18