ناصر الصِرامي
قبل عشرين عامًا، وفي مثل هذا الأسبوع، شكلت مجموعة صحف عربية محدودة ومراسلو وكالات أنباء نواة نادي دبي للصحافة. وفي نفس العام 2000 أعلنت دبي عن تأسيس مدينة إعلامية حرة، كنت محظوظًا كوني من أوائل من استقروا في أنجح مدينة إعلامية لعقدين من الزمان تقريبا، وخلال هذين العقدين كانت هناك مدن إعلامية عربية، في الأردن، وتقلصت لأقل مستوى في أبوظبي، وفي مصر.
قبل أيام، - وبعد 3 أشهر من تغريدة مثيرة للجدل لوزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان آل سعود -، ظهر الأمير وهو يوقع عقود إنشاء مقرات لمؤسسات إعلامية إقليمية ودولية في أرض المدينة الإعلامية بالرياض.
«اتفاقيات اليوم حزمة أولى والقادم أجمل». قال الأمير بدر الفرحان وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومكلف بملفات من العيار الثقيل في جهاز الدولة التنفيذي بقيادة سمو الأمير المجدد للسعودية الجديدة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. واستلامه لملف المشروع وجدية الإعلان والتنفيذ تمنحنا وعدا بمدينة إعلامية خلاقة تجذب الإبداع وتحلق به.
عشرون عامًا مرت بين مدينتين، عقدان جميلان من العمر في الحالمة دبي، عشرون عامًا صاخبة ومبهجة، ملهمة ومعلمة، حادة وغنية..
عشرون عامًا كان العالم ومن حولنا يمضي للأمام، يتطلع للمستقبل، لم تكن لدينا أي رؤية وأي أمل للتحرك، للعيش مع العالم، الانطلاق للمستقبل لا الارتماء في أحضان الماضي وأقفالها وأثقالها التي تمنع الحركة الطبيعية..!.
قبل عامين تقريبا، لم نكن نتخيل في أحلامنا مولد هذه الحركة الاجتماعية الحازمة الناعمة التي تعدل ميزان الطبيعة في وطني، وتمنحنا الأمل العظيم بالتطلع لكل الأحلام العملاقة الرهيبة التي وثقها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في رؤية السعودية 2030 .
السعودية الجديدة والمتجددة لم تجذب سعوديين للعودة وللعمل والحياة فقط، لكنها جذبت العالم، الباحث عن فرص عمل أو تجارة ومستقبل، بل إنها جذبت من لم يكونوا يفكرون في زيارتها أصلا، حتى أصبحت العلا رمزًا لمتحف مفتوح، ونيوم هي الأخرى قصة حلم تحول إلى حقيقة، وهناك جزر البحر الأحمر المخملية على ضفاف البحر الأحمر، وهنا حيث الدرعية التاريخ والتأسيس، وهناك في القدية اللعبة الساحرة، وفعاليات تتنافس ولا تتوقف في كل زوايا الوطن من السياحة للترفيه للرياضة للاقتصاد. وفي المقابل، في المجالس تلحظ نموا مذهلا لأعداد الحاصلين على سكن مؤخرا، فيما تجد فرص العمل للسعوديين في كل ركن ومكان..
واليوم نضيف مدينة إعلامية ضخمة في الرياض.. إلى اللقاء.