عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) رغم أن نتيجة أول لقاء لفريق النصر آسيوياً قد انتهى بتعادل غير عادل، وكم كنت أتمنى أن يكسب العالمي دائماً جميع مبارياته التي يخوضها على أرضه وبين جماهيره، وهذا هو المفترض أن يكون بدايةً من لقاء الثلاثاء الماضي والذي كان أمام فريق السد القطري، ولكن ما يجب أن يدركه الجميع أن فريق النصر قابل بطل آسيا لعام 2011م، فريق قوي ومتمرس ومعظم لاعبيه دوليون ونجوم منتخب بلادهم، وهو من فاز على بطل القارة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة على ملعب الهلال وبين جماهيره، فالسد مدجج بالنجوم المحليين والأجانب والتعادل معه في البداية وفي ظل الغيابات للعالمي مقبول، ولو أنه ليس مقنعاً ولا الهدف المنشود للفريق وعشاقه، وأعتقد لو وُفِّق حكم اللقاء في إيقاف مخاشنة بعض لاعبي السد، وخاصة الجزائري بغداد بونجاح الذي مارس جميع أنواع العنف ضد خط دفاع فريق النصر، ولو كان لحكم اللقاء جرأة لإيقاف تهوراته وتهورات معظم لاعبي فريق السد لتغيرت مجريات اللقاء، وكان مستوى الفريق النصراوي أفضل وأميز مما شاهدنا رغم تميزه وواقعه وفي كل الأحوال.
أتصور أن النصر قد كسب اللقاء من عدة جهات، وقد يكون أبرزها زرع الثقة ومنحها للاعب المحلي ومستقبل الكرة السعودية وجهاً لوجوه جديدة ومميزة ولأول مرة ودفعة واحدة، خاصة خط الظهر الأهم للفريق بداية بالماس والعمري، كذلك منح الفرصة للوجه الواعد الجديد الغانم، كذلك عودة لاعب الوسط المهم من جديد يحيى الشهري الذي كان له بصمة مميزة رغم انقطاعه عن المشاركة مؤخراً في كثير من اللقاءات، فقد أثبتت إصابة عدد كبير من لاعبي النصر أن البديل الجاهز موجود وأن الفريق يزخر بلاعبين محللين كثر، لاغين مقولة إن الفريق معتمد على الأجانب، بل عكست المباراة أن أداء بعض اللاعبين المحليين يفوق أداء بعض الأجانب، وهذا ما يجب أن تعيه وتدركه إدارة النادي وإدارة الفريق، التي لا زالت مستمرة بمحافظتها على بعض اللاعبين رغم أدائهم السلبي وأولهم النيجيري موسى.
ولم يكتفِ العالمي بهذه المكاسب فقط بل إنه تغلب على أرضية الملعب السيئة وخرج دون إصابات لأحد لاعبيه - ولله الحمد -، والشكر موصول للجماهير العاشقة والمحبة التي حضرت رغم برودة الطقس، ولكن ليس بغريب على مدرج الشمس العريق، وأتمنى أن يستمر المستوى المميز لجميع اللاعبين وأن يجدوا فرصة تمثيل الفريق وأن يكون دافعاً ايجابياً للمدرب، ليقوم بعملية التدوير المنهجية بطريقة تتوافق مع كل مسابقة وما يحتاجه الفريق من عناصر، حيث إن وجود ثلاث مسابقات في آنٍ واحد وجميعها مهمة وكبيرة، بداية من كأس خادم الحرمين الشريفين مرورا بكأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، إضافة إلى دوري أبطال آسيا ومع أن جميعها متاحة وممكنة وليست بمستحيلة على العالمي وفريقه الكبير والمميز، لكن التركيز على إحدى البطولات مطلب ومهم، لأن من أراد كل شيء ذهب كل شيء والحكيم من اتعظ بغيره.
نقاط للتأمل
- مؤسف جداً أن تنصب جميع الملاحظات والانتقادات حول أرضيه ملعب الأمير فيصل بن فهد في الملز في العاصمة الرياض، والمؤسف أكثر أن هذا الأمر ليس بجديد فالكل يتذكر العقوبة المضحكة التي أوقعت على مدرب الوحدة حالياً مدرب النصر سابقاً السيد كارينيو قبل موسمين عندما انتقد أرضيه الملعب وعدم مساعدة اللاعبين على تقديم المستوى المنتظر، وهذا دليل على استمرار الإهمال وعدم الاهتمام بأرضية الملعب والنتيجة أن الكرة السعودية تخسر نجوماً ولاعبين بسبب أرضيه هذا الملعب.
- أثبتت مباراة النصر مع السد آسيوياً أن العالمي لديه من اللاعبين الشباب المميزين أكثر من عنصر وخاصة في خط الظهر، وكان لبروز اللاعب عبد الإله العمري اولمبيا دور في إثبات وجودة في فريقه، كذلك اللاعب الماس الذي ينتظر أن يكون إمبراطور خط الدفاع السعودي القادم، أما اللاعب القادم من الساحل الشرقي الغانم فدخوله مع أساطير الكرة الأميز وانتقاله إلى بطل الدوري وبطل السوبر، سيجعل منه اللاعب الوسط المنتظر للمنتخب السعودي والكرة السعودية بصفة عامة، وهذا ما يجب أن تعمل عليه جميع الأندية فالاعتماد على العنصر الأجنبي لن يكون دائماً وسينتهي قريباً.
- أقال نادي الاتحاد قبل ثلاثة أيام مدرب الفريق الأول السيد تين كاتو الذي حضر مؤخراً بديلاً للمُقال السيد/ سييرا، وبإقالة الأخير يكون عدد المدربين الذين أشرفوا على الفريق في فترة وجيزة خمسة مدربين، وهنا يكون السؤال ويختصر كل المسافات: أين الخلل؟ تم تغيير أكثر من مدرب، وكذلك تم استبدال عدد مهول من اللاعبين الأجانب وإحضار البديل والفريق يتراجع بالمستوى والنتائج، وموقعه في سلم الدوري لا يليق بالمونديالي، وأتصور أن المعاناة ستستمر والمدرج سينكسر ما لم يتم معالجه الأمر بصفة نهائية، واكتشاف المشكلة ومعالجتها من جذورها أو بترها نهائياً ليعود اتحاد الزمن الجميل.
- المثل الشعبي الذي يقول (لا تخرب صيدك في عجاجك) ينطبق تماما على إدارة نادي النصر الحالية، فياللعجب تحضر لاعبين بعشرات الملايين أمثال آدم والغانم، ناهيك عن وجود لاعبين مميزين ودوليين أمثال الشهري والعمري والعبيد والغنام والبريكان، ومع كل هذه الكوكبة الرائعة تعود وتحضر لاعباً منتهياً فنياً، بل تفاخر بأنه كسر عقده ودفع مبلغاً ضخماً لإنهائه ليحضر ويلعب في صفوف العالمي، بعد فشله في إثبات وجوده في أكثر من محطة بعد مغادرته ناديه الأساسي، ولكن لا نملك إلا أن نقول الله المستعان في كل حال.
خاتمة
أن تحسن لمن أحسن إليك الكل يستطيع ذلك، لكن أن تحسن لمن أساء إليك فذلك لا يستطيع فعله إلا العظماء.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبيتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.