تعد مدرسة الفلاح في جدة أول مدرسة نظامية في الجزيرة العربية، حيث أسسها تاجر اللؤلؤ المعروف الحاج محمد علي زينل رضا في 7 ديسمبر 1905م، وافتتحت فرعاً لها في مكة المكرمة بعد ذلك بست سنوات.
تعود فكرة إنشاء المدرسة إلى التاجر محمد زينل مطلع القرن العشرين، الذي تقدم إلى الوالي التركي، يعاونه في ذلك الشيخ عبد الرؤوف جمجوم بطلب إنشاء مدرسة نظامية فوافق الوالي، وقدمت زوجة الحاج، السيدة خديجة عبد الله زينل، وهي ابنة قائمقام الشريف في جدة، حليها ومصاغها لشراء مبنى المدرسة وتمويلها.
يقع مبنى المدرسة في جدة إلى جانب برحة الزبيدي، وتعرف المدرسة بأنها خرّجت جيل أدباء ومفكري الحجاز الذهبي.
أخذ الطابع الهندسي لمدرسة الفلاح نمط المساكن المتناثر في تلك الحقبة، إذ تعتمد بيوت جدة على الحجر المنقبي المستخرج من بحيرة الأربعين، ويتم تعديله بالآلات اليدوية ليوضع فـي مواضع تناسب حجمه إلى جانب الأخشاب التي كانت ترد إلى جدة من المناطق المجاورة كوادي فاطمة، أو ما يتم استيراده من الهند عن طريق الميناء، ويستخدم قاطنو جدة في عملية البناء، الطين الذي يتم جلبه من بحر الطين، وذلك لتثبيت المنقبة ووضعها بعضها إلى بعض، وتتلخص طريقة البناء في رص الأحجار في مداميك يفصل بينها قواطع من الخشب لتوزيع الأحمال على الحوائط لكل متر. وقد مرت المدرسة منذ إنشائها وحتى اليوم بعدة مراحل من التطور والتجديد حتى أصبحت على ما هي عليه الآن بعد تجديد وتوسيع مبانيها، حيث تضم حالياً المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية.