علي الصحن
وهذا مطلع قصيدة شهيرة للأمير خالد بن يزيد، أما في كرة القدم فيقال (أحلى من العقد.. هلاله) ويتأكد ذلك بعد أن أعلن الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم مطلع الأسبوع الجاري، حصول نادي الهلال السعودي على المركز الأول في استفتاء أفضل نادي بالعقد الأخير، وفق آراء الجماهير والمصوتين.
الهلال وزعامة القارة الصفراء صنوان لا يفترقان، ولا تكاد تذكر آسيا إلا ويذكر الهلال، ولا يأتي حديث عن البطولات القارية، إلا ويكون الزعيم الآسيوي سيده وصاحب الصدارة فيه.
قبل عقد من الزمان توج الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء نادي الهلال بلقب فريق القرن الآسيوي، وفي ذلك الزمن خرج المشككون كعادتهم وقللوا من قيمة اللقب، ومن الجهة المانحة له، وهم من هلل لاحقاً لألقاب صدرت من نفس الاتحاد، وأولئك لا ينظرون إلى لقب ولا مانح له، بل ينظرون للممنوح، فيقدمون وجهة نظرهم من خلاله، واليوم يأتي الاتحاد الآسيوي برمته وعبر موقعه الرسمي ليسمي الهلال فريقاً للعقد، ولا أظن اللقب سيخلو من تشكيك كما هي العادة - ألم يقل أحدهم أنه لن يعترف بأن الهلال قد حقق المركز الرابع في بطولة العالم حتى يشاهد شهادة موثقة من الفيفا بذلك - لكن الهلال لن يضره شيء، ولن يضن على مدرجه بالمزيد من الألقاب في المناسبات القادمة، فمع كل هذا التقليل، ظل الزعيم العالمي يغنم الكثير ويترك لهم القليل!!
لقب العقد الآسيوي لا يضيف جديداً، ولا يعرف معروفاً، ولا يضيف لمن يمنح الألقاب الإضافة والضوء، واللقب الجديد عادي في روزنامة الألقاب الزرقاء، وقد وثقه الهلاليون من الملعب، قبل أن يمنحه إياهم المصوتون، فالحضور الدائم والأرقام الصعبة والطموح الذي لا يعرف التوقف والإصرار الذي طوى كل العراقيل، والذهب الذي تحقق بعد طريق صعب، كلها أمور كفيلة بأن تصير الفريق فريقاً للعقد وكل العقود، والمتبحر في تاريخ الهلال يعرف أن له في كل سماء قمر، وفي كل عرس قرص، وفي كل منافسة مقعد متقدم، فريق لا يعرف الغياب والسبات، بل إن المركز الثاني في التقاليد الزرقاء يعتبر مشكلة قد يدفع لاعبون ومدربون وإداريون ثمنها غالياً.
يقول الشاعر الراحل (رحمه الله): «أحلى من العقد لباسه» ولئن كان العقد المحيط بالعنق والمرصع بالجواهر والألماس، لم يضف جديداً كما يصف الشاعر، ولم يكن جماله بجمال من يتزين به، فإن الهلال أيضاً قد طوق العقد الزمني بالألقاب والكؤوس والأرقام والذهب وكل جوهر ثمين، وهو في الحقيقة من أضاف للقب وحسنه وجعل له قيمة بين الألقاب، وفي كلا الحالتين فإن (الماسة تلبس الماسة)..!!