«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
اطمأن صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير على صحة قائد الطائرة التي هبطت في أحد الأماكن بعد تعرُّضها لخلل فني. وهذه الطائرة هي طائرة رش من نوع THRUSH S2R-34 ذات محرك واحد تابعة لإحدى الشركات المتعاقدة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة للعمل في مكافحة الجراد الصحراوي. وقد تلقى مركز التحكم بلاغًا عن هبوط اضطراري للطائرة التي أقلعت من مدرج الطائرات الخاص بوزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة القنفذة في طريقها إلى السليل لتنفيذ إحدى مهامها المعتادة، وتم التواصل مع قائدها الكابتن «طه الحبر البشير الكباشي - 68 عامًا» سوداني الجنسية، وكان يطير على ارتفاع 500 متر تقريبًا عندما لاحظ بداية عطل في المحرك، وبدأ في محاولة الهبوط الاضطراري باتجاه منطقة كثيفة الأشجار، واستطاع خفض مستوى الارتفاع إلى أن انطفأ محرك الطائرة، وحط بها فوق الأشجار في منطقة وعرة جدًّا وسط الجبال بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان.
وأشار المتحدث باسم إمارة عسير محمد بن دوسري إلى أنه فور تلقي البلاغ وجّه أمير منطقة عسير بتحرُّك الجهات المعنية. وعند الساعة الـ15:43 اكتملت استعدادات فرق الإنقاذ، وتمت متابعة الحادثة من غرفة العمليات المشتركة بإمارة المنطقة بأبها، وتم إنشاء غرفتَي عمليات في محافظتَي النماص والمجاردة بقيادة مدير الدفاع المدني بعسير.
وشارك طيران الأمن وطيران القوات الجوية في عمليات البحث للمساعدة في عملية البحث. ولصعوبة الوصول، وتعذُّر الاستطلاع بسبب كثافة الضباب، تعذَّر إتمام المهمة. فيما انطلقت الفرق الميدانية من النماص والمجاردة، المكونة من الدفاع المدني والشرطة والمباحث وفريق ساعد وفرع الزراعة بالنماص. ونظرًا لوعورة الموقع، وعدم تمكُّن الآليات من الوصول إليه، تحركت الفرق الميدانية سيرًا على الأقدام. ووصلت فرقة الإنقاذ الأولى لموقع الطائرة في حين كان قائد الطائرة قد تحرك من الموقع بحثًا عن مخرج من الوادي بعد انتهاء شحن هاتفه الجوال.
وقد استمرت عمليات البحث 16 ساعة متواصلة بإشراف غرفة العمليات المشتركة التي كان يشرف عليها أمير منطقة عسير. وعثرت الفرق الميدانية على قائد الطائرة في موقع يبعد عن مكان هبوط الطائرة 3 كيلومترات باتجاه نقطة عقبة سنان، وكانت حالته مستقرة - والحمد لله -، ويشكو من التعب والإنهاك من جراء المشي لمسافة طويلة، وشدة البرودة؛ فقُدّمت له الإسعافات الأولية والماء والطعام، وبدأت الفرق في التحرك من جديد على مراحل باتجاه مركز خاط، ومنه تم نقل الطيار إلى مستشفى المجاردة للاطمئنان على صحته.
وأشار متحدث إمارة منطقة عسير إلى أن غرفة العمليات المشتركة بالإمارة تلقت طلبًا للتنسيق من هيئة الطيران منذ وقوع الحادثة، ووصل فريق مختص من مكتب تحقيقات الطيران المدني لمتابعة إجراءات التحقيق، والكشف عن ظروف الحادثة.
وقد قدَّم أمير عسير شكره لكل من أسهم في البحث والإنقاذ.