فهد بن جليد
منح أولياء الأمور صلاحية تغييب أبنائهم الذين يعانون من ظروف صحية خلال التقلّبات الجوية -خطوة تستحق الإشادة- فمثلما تحدثتُ أنا وغيري حول تباين تعليق وتأخير الدراسة في الأيام الماضية، من الإنصاف الإشادة بمثل هذه الخطوة التي تعني أهمية الانسجام التام بين البيت والمدرسة لما فيه مصلحة الطالب، دون تخوّف أو قلق من تبعات الغياب بسبب التقلّبات الجوية للطلاب الذين لديهم ظروف صحية، هذا الأمر لا يقتصر على الأيام التي تنخفض فيها الحرارة فقط، بل يشمل أيام المطر والغبار وغيرها، وأعتقد أنَّ الكرة الآن في ملعب (الأسرة) الأقرب لظروف الابن لتتخذ قرارها الأصلح والأسلم لكل (حالة) بشكل رسمي، بعد أن كان عدم الذهاب للمدرسة قراراً يستند فقط على اجتهاد الأب وحقه الطبيعي في الخوف على أبنائه، بينما عينه على تبعات الغياب أو مُحاولة تبريره.
مثل هذه الخطوة ذكية جداً وتُشعرك بالدفء، وأتمنى أن تعقبها خطوات أخرى تمنح الأب مزيداً من الأدوار التي يمكن أن يؤديها في العملية التعليمية والتربوية المُرتبطة باليوم الدراسي، بعيداً عن المنهجية الروتينية والتقليدية في علاقة الأب بالمدرسة، فماذا لو خصَّصت المدرسة حصصاً تربوية للطلاب وحلقات نقاش مع بعض الآباء أصحاب التميز أو التجارب الحياتية والعملية الناجحة، لكشف صور من حياة النماذج والقدوات الأبوية الناجحة أمام الطلاب والإجابة على أسئلتهم وفق ترتيبات وآليات مُحدَّدة، تضبط مثل هذه المُشاركات التي يستفيد منها طلاب المرحلة الثانوية والمتوسطة تحديداً.
نحن بحاجة لتعزيز دور أكبر للأسرة في العملية التعليمية التربوية، ومُشاركة أوسع للآباء في القرار المدرسي، فغياب ثقافة التكامل بين المدرسة والبيت يعزِّزه (الجمود) وسلبية العلاقة التي تقتصر على ذهاب أو إحضار الابن للمدرسة وانتظامه في يوم وحصص دراسية، بينما المطلوب والمُنتظر أكبر لمد جسور التعاون بين الطرفين لما فيه مصلحة الابن والابنة، ولعلَّ منح أولياء الأمور صلاحية تغييب أبنائهم الذين يعانون من ظروف صحية خلال التقلّبات الجوية تترك الباب مفتوحاً لتشارك أوسع وأكبر في المُستقبل.
وعلى دروب الخير نلتقي.