منيرة الخميري
السياحة في السعودية هي أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع وتمثل أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030 وإضافة للمكنوز التاريخي والتراثي والتنوع الطبيعي والثقافي للسعودية وفي 27 سبتمبر 2019 استحدثت السعودية للمرة الأولى في تاريخها تأشيرة سياحية تتيح لجميع مواطني دول العالم القدوم إليها على مدار العام وفق تنظيمات جديدة.
السياحة من أهم مصادر الدخل التي تضخ المليارات سنوياً في اقتصاد دول العالم؛ وما نحتاجه الآن تطوير المواقع الطبيعية والأثرية وأن تكون لدينا القدرة على تسويقها للمواطن والأجنبي.
منذ تقريباً أقل من سنة أوصت التنمية السياحية في محافظة عنيزة والتي يرأسها المحافظ باجتماعها الرابع بالموافقة على تشكيل لجنة نسائية من مهامها الرئيسية استقبال الوفود النسائية التي تزور المحافظة والتعريف بالمواقع الحضارية والسياحية والتراثية وتمثيل السياحة النسائية بعنيزة في الداخل والخارج وتعتبر أول لجنة نسائية تُعنى بمفهوم السياحة ويأتي ذلك ضمن تعزيز دور المرأة في منطقة القصيم والذي يوليه أمير المنطقة الدكتور فيصل بن مشعل اهتمام بالغ ويتابع الإنجازات والحراك الإيجابي الذي تقدمه المرأة والذي يوضح قدرتها الفائقة على الإنجاز والتطوير والإحساس بالمسؤولية إلى جانب أشقائها من الرجال.
بدأ عمل اللجنة النسائية في موسم عنيزة للتمور 2019م، وذلك من خلال مشاركة المرأة في الموسم ببرامج نسائية متنوعة، ولأن القيادة في المحافظة لديهم ثقة بقدرات نساء عنيزة في إحداث حراك ثقافي سياحي اجتماعي والتعريف بدور المرأة بجميع القطاعات فقد دعموا المرأة في هذا الجانب وذللوا جميع العقبات.
نشِط الحراك السياحي النسائي خلال موسم التمور، وتعتبر المشاركة بالموسم باكورة أعمال اللجنة، حيث تم دعوة عدد من الكاتبات السعوديات وقادة الرأي النسائي وسيدات الأعمال والتعريف في المدينة الغذائية بعنيزة والتعرف على منتج وطني يصدر إلى 26 دولة حول العالم؛ والترتيب لزيارة المواقع الأثرية والحضارية وكان البرنامج النسائي يبتدئ من الاستقبال بالمطار بالورود وبهوية الموسم وبترحيب من أهالي المدينة واستضافتهم بفنادق عنيزة التي تميزت بالهدوء والتفاصيل الجاذبة والتي لاقت استحسان ضيوف الموسم لتنطلق الرحلات السياحية في ساعات الفجر الأولى للمدينة الغذائية والاطلاع على الحراك الاقتصادي وثقافة أهل المدينة في التجارة، ويلي ذلك تناول طعام وجبة طعام الإفطار في النزل الريفي بين جداول الماء الصافي وصوت العصافير ومسيرة أسراب البط والاستمتاع بتجربة «حلب البقر» بالعودة إلى الماضي الجميل، حيث تعطرت أجواء الصباح برائحة الحبق والمطر الصناعي ليعيش فيها السائح تجربة فريدة بين معايشة الحياة والسياحة الريفية.
تنوعت الرحلات السياحية بين أوردة المدينة الحالمة والملهمة لساكنيها وزوارها خلال ثلاثة أيام بين المتاحف والمساجد الأثرية والمزارع الريفية وإسطبلات الخيول وتجربة ركوب الخيل والسوق القديم والمسوكف والتحدث مع الباعة الشعبيين، حيث نشطت تجارتهم بالتسويق لبضائعهم من خلال السياح عبر السوشيال ميديا، فكان حراكاً اقتصادياً متميزاً للباعة.. ولا يكتمل البرنامج السياحي إلا بتذوق السياح للطعام التقليدي والذي تشتهر به المنطقة مثل الجريش والقرصان والمنتج المحلي: «الكليجا».
ومن ضمن البرنامج السياحي كان وقفات عند المشروعات الشبابية بزيارة مواقع عملهم في الكوفيات والمطاعم والفود الترك ودعمهم وتحفيزهم.. أيضاً كان للمرأة في عنيزة ودورها الثقافي والاجتماعي جانب من هذه الرحلات السياحية بزيارة لعدد من المواقع التي تقودها المرأة والاطلاع على ما لدى المرأة في القصيم من فكر متوهج وثراء معرفة ونفس تواقة وشغف بالعطاء، فكانت لقاءات ثرية من الجانبين بخبرات ممزوجة بين نساء الوطن.
كاتبات الرأي كان لهن تجربة على أرض القصيم وتحديداً عنيزة فسّطرن انطباعاتهن في مقالاتهن:
مها الوابل: تساءلت مع الزميلات اللاتي حللن ضيفات معي في موسم التمور بعنيزة عن سر الإنتاجية والعمل الدؤوب والتعاون وأشياء كثيرة يمتاز بها القصمان فبات لنا واضحاً أن الأرض ترضع إنسانها نوعاً خاصاً من الانتماء والإخلاص والولاء.
د. أمل الطعيمي: أدركت أن محاربة ثقافة العيب الاجتماعي هي السلاح الأول لتنهض الحركة الاقتصادية وتتبدل الصورة النمطية للمجتمعات وأن العمل الجماعي يتطلب جهدا ًمنظماً ومضاعفاً كما رأيته بعنيزة.
ميسون أبو بكر: عنيزة التي زرتها للمرة الأولى قبل ثلاثة عشر عاماً تشهد اليوم انفتاحاً عظيماً على رؤية المملكة ومواكبة للتحول الذي تشهده دخلت المرأة عنصراً أساسياً في التنظيم لهذه الفعالية المهمة ودعوة واستقبال الضيفات من خارج القصيم الذي أخذت موقع تنشيط السياحة في عنيزة.
حليمة مظفر: ثلاثة أيام قضيتها في عنيزة بمنطقة القصيم ملأت رئتي من عبق مزارعها العطر وأهلها الطيبين الذين لا تفارقهم الابتسامة والبشاشة والذوق في رحاب مدينة يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، فجاءت على لسان الشاعر العربي الشهير أمرئ القيس حين قال:
تراءت لنا يوماً بسفح عنيزة
وقد حان منها رحلة وقلوص
هيلة المشوح: تراودني نفسي منذ أن عدت من مدينة عنيزة قبل أقل من شهر لكتابة مقال يعبر عن مشاهداتي في هذه المدينة الأنيقة التي جمعت أشياء عدة من جميع مناطق المملكة وليس القصيم فحسب ليرى الزائر هوية المملكة وقد تبلورت جمعاء في هذه المدينة.
تغريدات:
د. لمياء البراهيم: كنتم سفراء لعنيزة والسياحة الراقية والمحترمة والإنسانية التي تحقق أهدافها بأساليب حضارية.
الإعلامية نهى الحربي: تجربة رائعة خضتها أنا والزميلات تستحق أن تكون نموذجاً للبرامج السياحية الثقافية كنتم مختلفين ومميزين واقترح أن تكون هذه الجهود وجهة لتدريب أبنائنا من طلاب السياحة والعلاقات العامة.
تغريد الطاسان: فريق عمل رائع مثالاً مشرفاً للعطاء المميز والتمكن المهني الذي تميزت فيه المرأة السعودية.
د. رنا القاضي: لأول مرة يبتدئ برنامج سياحي بعد صلاة الفجر مباشرة وذلك يعكس عادات المسلمين الأُول في طلب الرزق توجه جميل من منسقين البرنامج كما لفت انتباهي النشاط الصباحي في الفندق ونشاط المنسقين والأهم أنهم من أهل البلد وهو ما يرغب به السائح في العادة «الاختلاط بأبناء المنطقة».
المنسقات نساء فلم أعهد أن يكون النشاط السياحي بإدارة نسائية في برامج المناطق الأخرى من المملكة وكان العمل بمهنية عالية.