م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. ألا يحب السمين؟ لماذا تصر النصوص الأدبية بكل اللغات على أن تُظهر المحب بمظهر النحيل الضعيف العليل الفقير؟! ألا يحب السمين أو القوي أو الغني؟ أيضًا لماذا يَظهر الحب في الآداب الإنسانية على أنه يُفقد الشهية للطعام.. ويُصيب بالأرق.. ويُعل الروح حتى يعتل الجسد؟!
2. بعض المذاهب والطوائف لهم رأي في الحب، يُسقى من النهر الإنساني الخالد ذاته الذي يربط الحب بالهلاك والألم.. ويربط صاحبه بالضعف والفقر والهوان.. فهم كمحبين ينحون إلى القسوة على النفس.. والجفاء مع الغير.. بل دفع الجسد إلى تحمُّل المشاق وما لا يُطاق.
3. يرى الدراويش من المتصوفة أن الحب لا يكون إلا بالزهد في الدنيا ونفيها، والتقشف حد الجوع والعري، وتحمُّل شمس الصيف وزمهرير الشتاء.. حتى يصابوا بالهلوسة.. إنهم يحبون الله حد قتل النفس استعجالاً للقائه.. فرارًا من دنيا زاهية، الاستمتاع بها - في رأيهم - يُبعد عن حب الله وأنبيائه.
4. بهتان الحب، وأنه سبب مآسي المحبين، يتضح خطؤه في قصة أشهر مُحب في التاريخ العربي، هو مجنون ليلى «قيس بن الملوح» الذي كان يحب ابنة عمه، لكنه حُرم منها؛ لأنه شبب بها، وهذا كان من المحرمات في طقوس العرب ذاك الزمان.. لماذا إذًا استمر في الغزل بابنة عمه رغم علمه أنه سيُحرم منها إن فعل؟! لا بد أنه كان يحب نفسه أكثر من محبوبته ليلى.. لقد زهى بشعره، وحرص على إشهاره أكثر من حرصه على الزواج بحبيبته.. فلماذا نتهم الحب بما حصل لقيس؟!
5. اتهام الحب بكل المآسي التي تحصل للمُحب حالة خيالية في رأيي.. فالحب لحظة هيام، يتخللها لحظات فرح وأخرى انكسار.. وهناك من يقول إنه ينطفئ عند الزواج.. فأول يوم بعد الزواج هو بداية العد التنازلي لذلك الحب المتأجج المتوهج الجياش.
6. الحب شعور عميق، تصبح فيه أجمل اللحظات هي لحظات ترك المحب مع خياله وحيدًا.