رمضان جريدي العنزي
يعرِّف نفسه بالإعلامي في المجالس والمناسبات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، هكذا بكل ثقة وجرأة زائدة عن الحد، وهو الذي لا يعرف أبجديات الإعلام، ولا ألفها ولا بائها ولا حتى طائها أو زائها، ولا يملك مهارات التفكير الناقد، ولا عنده تأمل، ولا يعرف الإبداع، ومداركه غير واسعة، ووعيه قاصر، لا هو حاضر الفكر، ولا يملك لباقة الحوار، ولا سمت المثقف، ولا وقار العارف، لكنه يجيد اقتناص الفرص، ولديه قدرة عجيبة بالتغرير بالآخرين والضحك عليهم، ويبحث فقط عن حظوة اجتماعية، وأهلية وحضور، ولقب ومسمى، أن كلمة الإعلامي استغلت أبشع استغلال من قبل هؤلاء السذج، واستخدمت بشكل مكثف لإضفاء الشرعية عليهم، أن هؤلاء هم الخطر الكبير على فضائنا الإعلامي، وفيروساته المدمرة، وهم السقم والوباء والمصيبة، ليس كل من كتب كلمتين متنافرتين وغير متجانستين، أو ظهر في وسائل الإعلام المختلفة بلغة ركيكة، وطرح رقيق، وتهريج بائن، وحركات بهلوانية، أصبح أعلاميًا مسؤولاً وواعيًا، كون الإعلام ليس مهنة كأي مهنة أخرى، يمتهنها كل من يبتغيها ويريدها، لكن لا بد من الوعي والمسؤولية والاحترافية الفائقة، أن الإعلامي الحق هو من يجعل نفسه أنموذجًا مغايرًا لديه الصفات الحميدة المغايرة، والأمانة والعدل والضمير والإنصاف في طرح القضايا المتنوعة والمختلفة، ويملك المحتوى الجيد، والأسلوب الجديد، والرسالة الهادفة الواعية، والانحياز التام للقيم والمبادئ الإنسانية، ولابد من أن تكون لديه سمات ثقافية وخلقية وشخصية وعملية، قادرًا على التحليل والاستنباط، بصورة واعية، ونظرة ثاقبة، وقدر عالٍ من التوازن، بعيدًا عن اللغو والسوقية والتهريج والثرثرة والنرجسية والشطط، ومقاصد الكسب والتربح، أن جحافل الأسماء التي يسبقها صفة إعلامي غدت هذه الأيام كثيرة، بلا عد ولا حد، ولا بد من تقنينها درءًا لضررها، وحجبًا لأذاها، وعدم السماح لها بتدوين ذلك دون دليل أو برهان أو حقيقة جلية تثبت ذلك وتقره، إن الناس يبتغون الإعلامي الحقيقي، الصادق الصدوق، صاحب الحضور المميز، والطرح الثمين، بعيدًا عن التهريج والثرثرة، والمسميات الزائفة، والصفات الكاذبة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع.